يحاول دونالد ترامب سحق شخصية المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس كقوة للتغيير، وتدمير مصداقيتها الشخصية كرئيسة محتملة، مع استمرار المنافسة قبل الانتخابات التي ستقام في 5 نوفمبر.في الأيام الأخيرة، كشف الرئيس السابق النقاب عن هجوم واسع النطاق باستخدام السياسة المدفوعة بالإهانة التي فاز بها بالسلطة عام 2016. وفي تحليل نشرته شبكة "سي إن إن"، يستغل ترامب المآسي لاتهام نائبة الرئيس بالمسؤولية عن مقتل القوات الأميركية في أفغانستان، والادعاء بأنها متواطئة في قتل الأسرى في غزة. وقام بتضخيم افتراء على وسائل التواصل الاجتماعيّ ذات طابع جنسيّ ضدها، حيث تزعم إعلانات حملته أنّ هاريس ستخفض مزايا الضمان الاجتماعي، من خلال الترحيب بملايين المهاجرين غير الشرعيّين في البلاد. وفي تكرار لحملات الحزب الجمهوريّ السابقة التي وصفت المرشحين الديمقراطيّين بأنهم ليبراليون متطرفون، يحاول ترامب وأنصاره تأطير هاريس على أنها شيوعية و"بلشفية". وبدأ أيضًا في التلميح إلى أنّ الانتخابات المقبلة قد لا تكون "حرة ونزيهة"، وقال في مقابلة بثت يوم الأحد، إنه من السخف اتهامه بـ"التدخل" في انتخابات 2020. محاولة تعويض التزاماته الخاصة يرقى انتقاد ترامب إلى الخطاب السياسيّ الأكثر تشددًا منذ أعوام، حتى بمعاييره الخاصة، ويعني أنّ الشهرين المقبلين من المرجح أن يكونا "شرسين".في دورتين رئاسيّتين انتخابيّتين، لم يحصّل الرئيس السابق نسبة تزيد عن 49٪ من الأصوات في ما يسمى بولايات الجدار الأزرق في بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن. ووفق الشبكة، فإنّ فرصه في نوفمبر قد تعتمد بشكل أكبر على تدمير عامل الشعور بالرضا الحالي حول هاريس، وتثبيط فرصها بين مجموعات صغيرة من الناخبين في الولايات المتأرجحة، أكثر من اعتمادها على التمسك بالأمل في كسب ناخبين جدد بنفسه. وعلى الرغم من أنّ هاريس أعادت المنافسة إلى سباق متقارب، إلا أنّ حملتها تدرك التهديد الذي لا يزال قويًا من ترامب.وكتبت مديرة حملة هاريس، جينيفر أومالي ديليون، في مذكرة نهاية الأسبوع "لا تخطئوا: الأيام الـ65 المقبلة ستكون صعبة للغاية". وأضافت، "سيبقى هذا السباق متقاربًا بشكل لا يصدّق، وسيحتاج الناخبون الذين سيقررون هذه الانتخابات إلى قدر غير عاديّ من العمل للفوز ". وقامت هاريس بحملة في ديترويت ومع بايدن في بيتسبرغ، للاحتفال بعيد العمال يوم الاثنين، ما يعكس أهمية أعضاء النقابة. تقليديًا، صوت العمال للديمقراطيّين، لكنّ التحول الثقافي لترامب للحزب الجمهوري يروق الآن للعديد منهم، خصوصًا في المناطق الريفية. جهود مبكرة فاشلةوقالت الشبكة إنّ هجوم ترامب السياسيّ هو تحذير لهاريس بشأن ما قد ينتظرها. وتتعرض هاريس لانتقادات من الجمهوريّين بسبب افتقارها إلى خصوصية السياسة، وعكس المواقف السابقة بشأن ملفت أهمها الهجرة. ويسلط تكريم ترامب لـ13 من أفراد الخدمة الأميركية الذين قُتلوا في تفجير انتحاريّ وسط الإجلاء الأميركيّ لأفغانستان في عام 2021، الضوء على واحدة من أسوأ لحظات إدارة بايدن-هاريس. وبينما انضمت نائبة الرئيس إلى اجتماعات غرفة العمليات حول الأزمة، ليس من الواضح بعد ما إذا كان ترامب يمكن أن يحمّلها المسؤولية الشخصية عن الوفيات في أذهان الناخبين منذ أن كان بايدن القائد الأعلى للقوات المسلحة في ذلك الوقت. واتخذت هاريس خطوات لمواجهة مناورة ترامب، وقالت "لم يحترم الأرض المقدسة من أجل حيلة سياسية" في تصوير مقاطع فيديو الحملة في المقابر، وأن هذا كان جزءًا من نمط الاستخفاف بتضحيات المحاربين الأميركيّين. وأظهرت الحادثة الأخيرة، كيف أنّ ترامب على استعداد لتجاوز الخطوط التي يعتبرها السياسيون التقليديون محظورة. (ترجمات)