في الأيام الثلاثة التي انقضت منذ أن اغتالت إسرائيل زعيم "حزب الله" حسن نصر الله، استخدمت تل أبيب تفوقها الجوي لشن موجة تلو الأخرى من الضربات على لبنان.ولكن يبدو الآن أنها ستنتقل إلى مرحلة جديدة من هجومها: العملية البرية الأكثر خطورة التي ستضع قوات إسرائيلية على الأرض في الفناء الخلفيّ لـ"حزب الله" في جنوب لبنان. وتم نشر معدات وفرق قتالية ثقيلة في شمال إسرائيل، وفق ما نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.وفي الأيام الأخيرة، نفذت القوات الإسرائيلية أيضًا غارات صغيرة النطاق استهدفت مواقع المدفعية وغيرها من البنية التحتية لـ"حزب الله" في لبنان، وجمع المعلومات الاستخباراتية قبل عملية برية محتملة أوسع نطاقًا، وفقًا لشخص مطّلع على الوضع. وقال وزير الدفاع يوآف غالانت لرؤساء بلديات من شمال إسرائيل يوم الاثنين، إنّ المرحلة التالية في الحرب ضد "حزب الله" ستبدأ "قريبًا". وتصرّ إسرائيل منذ فترة طويلة على أنّ إعادة ما يقرب من 60 ألف شخص نزحوا من شمال البلاد بسبب صواريخ "حزب الله" المدعوم من إيران، هو أحد أهدافها الرئيسية.إضعاف "حزب الله"وفي الأسابيع الأخيرة، كثفت إسرائيل استعداداتها لعملية برية، تاركة المسؤولين الأميركيّين يتدافعون لاحتواء الوضع، والمنطقة على حافة الهاوية، حول المدى الذي ستذهب إليه تل أبيب في مواجهتها مع إيران ووكلائها، وأين ستتوقف. وقال مستشار الأمن القوميّ السابق لرئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتانياهو والزميل في المعهد اليهوديّ للأمن القوميّ الأميركيّ في واشنطن، يعقوب عميدرور، إنّ العمليات الإسرائيلية من المرجح أن تركز على دفع قوات "حزب الله" شمال نهر الليطاني في لبنان. وأضاف أنّ الهدف من العملية هو إضعاف قوة "حزب الله" النارية "إلى مستوًى يمكننا من خلاله الاستمرار في تدمير منشآته بعد الحرب. ووقف تدفق منظومات الأسلحة من سوريا إلى لبنان". وقال النائب السابق لرئيس مجلس الأمن القوميّ الإسرائيلي، إيتمار يار، إنه في حين أنه لا يتوقع أن تحاول إسرائيل غزو لبنان على نطاق واسع، لأن الثمن سيكون "أعلى مما نحن على استعداد لدفعه"، فمن المرجح أن تنفذ عمليات بالقرب من الحدود، للتعامل مع التهديد الذي تشكله صواريخ حزب الله المضادة للدبابات. وأضاف: "أعتقد أنّ هناك فرصة جيدة لأن تحاول إسرائيل السيطرة على بعض النقاط على طول [خط الترسيم] للتأكد من أنّ بعض قرانا على الأقل لن تتعرض لنيران مباشرة" من "حزب الله". وتابع يار، "من الأسهل القيام بذلك في الجزء الغربي من الحدود الإسرائيلية- اللبنانية، ومن الصعب القيام به في منطقة المطلة".(ترجمات)