في خطوة وصفها محلّلون وخبراء بالتاريخيّة، استطاعت النسخة الحالية للمؤتمر الأمميّ في كوب COP28 التوّصل لموافقة الدول على "الابتعاد" عن الوقود الأحفوري بدلًا من التخلص التدريجي.ونصّ بيان "اتفاق الإمارات" على الطلب من البلدان "الانتقال بعيدًا "عن الوقود الأحفوري بدءا من هذا العقد.وشهد "اتفاق الإمارات" ترحيبًا كبيرًا على مستوى حكومات وقيادات دول العالم، إذ ثمّنت دول كثيرة هذا الاتفاق التاريخي.ورأى خبراء مناخ تحدّثوا إلى منصة "المشهد"، أن أهمية هذه النسخة من قمة المناخ كونها شهدت اعترافًا لأول مرة بمسؤولية استخدام الوقود الأحفوري عن التغيّرات المناخية، بالإضافة إلى تضمين هذا البند في الوثيقة الختامية لهذه النسخة من القمة.فرصة محورية لتصحيح المساروقال خبير الأرصاد الجوية الأردني، الدكتور جمال الموسى، إنّ مخرجات كوب 28 COP فرصة محورية لتصحيح المسار وتسريع العمل من أجل معالجة أزمة المناخ في العالم.وأضاف في حديث لمنصة "المشهد": "مع ازدياد الارتفاع في درجات الحرارة إلى مستويات قياسية وتزايد الظواهر الجوية القاسية والمتطرفة التي تؤثر على الناس في جميع أنحاء العالم، يعد مؤتمر قمة المناخ كوب 28 فرصة محورية لتصحيح المسار". وأشار الموسى إلى أنّ هذا المؤتمر هو امتداد لمؤتمرات المناخ السابقة والتي امتدت لعشرات السنين والتي تسعى إلى تحقيق أهدافها وهي خفض انبعاثات الغازات الدفيئة التي تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة وبالتالي حدوث تغير مناخي وتغير أنماط الطقس بالجفاف والفيضانات والأعاصير.العمل المناخي لا يتحمل الانتظار وتابع خبير الأرصاد الجوية الأردني حديثه قائلًا: "العمل المناخي لا يتحمل الانتظار"، ولذلك كانت أهداف قمة المناخ في الإمارات كالتالي:الالتزام بخفض الانبعاثات الدفيئة وأهمها غاز ثاني أكسيد الكربون والميثان وذلك من خلال التراجع في استخدام الفحم والنفط والغاز بسرعة كافية.لابد أن يتضاعف استخدام الطاقة المتجددة والنظيفة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.العمل على تمويل مشاريع التكيّف مع التغيّرات المناخية وتطوير آليات التمويل المناخي.الحرص على العمل الجماعي والاتفاق الجماعي من أجل تحقيق أهداف تقليل استخدام الوقود الأحفوري.تسريع وتيرة استخدام التكنولوجيا الخالية من الانبعاثات.إنتاج الهيدروجين منخفض الكربون.سعى الصندوق إلى التوّصل لاتفاق بشأن صندوق أضرار المناخ.وكشف الموسى أنّ البيان الختامي استعرض غالبية الأهداف المذكورة ووضع في الاعتبار آلية التنفيذ، ومن هنا تأتي أهمية هذه النسخة.صندوق التعويضات أعطى زخمًا لكوب 28 COPبدورها، ثمنّت خبيرة التغيّرات المناخيّة اللبنانية، النائبة والدكتورة نجاة عون صليبا مُخرجات قمة كوب 28 COP، لافتًة إلى أنّ إقرار صندوق التعويضات والخسائر أعطى زخمًا كبيرًا ودافعًا كبيرًا للعمل من قِبل المهتمين بالتغيرات المناخية.وأوضحت صليبا في حديث لـ"المشهد" أنّ الحديث ضرورة وجود حل الوصول لزيادة 1.5 درجة بدلا من 3 درجات أمر جيد وأصبح لزامًا ولابد من العمل من أجل ذلك.وأشارت خبيرة التغيّرات المناخيّة اللبنانية، أنّ منطقتنا هي أكثر المناطق تضرّرا من التغيّرات المناخيّة.الاعتراف بدور العلماء ورأت أن نتائج قمة الإمارات جيدة للغاية كونها وضعت العلم والعلوم على أولوية التحديات التي من الممكن أن تتوصل لحلول للحد من الانبعاثات الكربونية، ووصفته بكونه "اعترافا مهما للغاية".وأوضحت أن المؤتمرات السابقة لم تعترف بأهمية دور العلماء في التوصل لحلول بشأن تقليل الانبعاثات الحرارية، على العكس من القمة الحالية التي اعتبرت أن كل الناس معنيون بالموضوع وليست الدول المتقدمة بالإضافة إلى شرائح مختلفة.وبحسب حديث النائبة اللبنانية نجاة صليبا، فإن الحديث عن أهمية التوّسع في استخدام الطاقة النظيفة بدلاً من الوقود الأحفوري أيضا كان من ضمن نجاحات كوب 28 COP، مؤكدة أن إقرار صندوق مساعدات التغلّب على التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية وكذلك آلية تنفيذ تلك المساعدات من الأمور الجيدة.تحديات أمام الباحثينوأشارت إلى أنّ هناك تحديا كبيرا أمام العلماء في العالم من أجل الوصول إلى طريقة تقلل الانبعاثات الحرارية الناتجة عن استخدام الوقود الأحفوري، لافتة إلى أن العالم لن يتوقف عن استخدام هذا النوع من الوقود مرة واحدة وبالتالي يجب بحث حلول لتقليل الانبعاث.ورأت خبيرة التغيّرات المناخيّة اللبنانية، أن وضع النص الخاص بضرورة التخلص من الوقود الأحفوري هو تحوّل جذري وإنجاز تاريخي.وضع آلية لتنفيذ مخرجات كوب 28 COPفي السياق نفسه، رأى خبير التغيّرات المناخيّة المصري، الدكتور محمد عبد ربه، أنّ تنفيذ صندوق تعويضات التغيرات المناخية هو النجاح الأبرز في كوب 28، لافتاً إلى أن هذا الصندوق شهد مباحثات كثيرة في نسخ سابقة ولم ير النور إلا في كوب 28.وطالب خبير التغيّرات المناخيّة المصري، في حديث لمنصة "المشهد" بضرورة أن تكون هناك آلية واضحة لمعرفة أوجه ومعايير الإنفاق على مشروعات الحد من تأثيرات تغير المناخ.وقال عبد ربه، إنّ وضع بند يتعلق بالحد من استخدام الوقود الأحفوري أيضا أمر يحدث للمرة الأولى، ولكن أيضا يجب على الدول المتسببة في الانبعاثات الكربونية، أن تلتزم بذلك وفق خطة زمنية واضحة.(المشهد)