"كانت لديه تلك العيون القاتلة"، هذا ما قاله المحقق السابق مايكل كوبي في جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "شين بين"، في حديثه لصحيفة "تايمز" البريطانية، عن التحقيق الذي أجراه في السابق مع زعيم حماس يحيى السنوار.وقضى كوبي 150 ساعة في استجواب السنوار، كان ذلك قبل أكثر من 30 عاماً، عندما كان "السنوار" في السجون الإسرائيلية.السنوار رجل متدينوتحدث كوبي لصحيفة "تايمز" البريطانية، عن مقابلته مع السنوار، التي أجراها باللغة العربية، واصفاً إياه بالرجل المتدين، يحفظ القرآن عن ظهر قلب، وكان يتوجب عليّ أن أظهر أنني اعرف القرآن أكثر منه.وأدعى كوبي أنه أثناء إجراء المقابلة، لم يستخدم جهاز التحقيقات الفيدرالي، القوة الجسدية لانتزاع الاعترافات من السنوار، معتمداً على التحقيق النفسي للوصول إلى المعلومات. وأضاف كوبي أنه لولا السنوار لما تمكنت "حماس" أبدا من تنفيذ هجمات 7 أكتوبر، وينسب إليه الفضل في تطوير علاقاتها مع إيران و"حزب الله"، وتوسيع شبكة الأنفاق تحت غزة، وإنشاء قوة كوماندوز النخبة، التي اجتاحت الحدود الإسرائيلية في 7 أكتوبر الماضي.وكما يقول كوبي، أدى هذا عنف السنوار إلى إبقاءه في الحبس الانفرادي لسنوات عديدة لكن خلال هذه الفترة، حصل على كتب عن السياسة الإسرائيلية، استخدمها لتعلم اللغة العبرية ودراسة رؤساء وزراء البلاد.ويشرح كوبي شخصية السنوار قائلاً: كان يعرف كيف يقنع الناس بالعمل معه، وتعاونت سلطات السجن معه، لأنهم أرادوا أن يكون السجن هادئاً.وكشف كوبي أن السنوار اعترف بجرائمه، قائلاً: "كان يؤمن بالجهاد ضد إسرائيل، وعلى الرغم من اتهامه بأربع جرائم قتل فقط، كشف كوبي أن السنوار اعترف بارتكاب 12 جريمة قتل في المجمل".وأُطلق سراح السنوار مع 1025 سجينًا آخر في عام 2011 كجزء من صفقة إطلاق سراح جلعاد شاليط، وهو جندي إسرائيلي احتجزته "حماس" كأسير في غزة، حيث تمت الموافقة على الصفقة من قبل حكومة سابقة برئاسة بنيامين نتانياهو.ولدى عودته إلى غزة، أصبح السنوار رئيسا لحركة "حماس" في عام 2017، ونجا من محاولات اغتيال إسرائيلية.وكان المحقق الإسرائيلي، تقاعد في العام 2007 وقال، إنه شعر بالفزع عندما تم إطلاق سراح السنوار، مضيفاً "أعترف بذكاء هذا الرجل وصفاته الملهمة".مكافأة إسرائيلية للقبض على السنوارويعتبر السنوار (61 عاما)، العقل المدبر لهجمات 7 أكتوبر، وهو من أكثر المطلوبين لإسرائيل، حيث وزّع جنود إسرائيليون منشورات في أنحاء غزة، يعرضون فيها مكافأة قدرها 400 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات قد تؤدي إلى القبض عليه. وكان التصميم على العثور على زعيم "حماس" في غزة واضحاً هذا الأسبوع، عندما نشر الجيش الإسرائيلي لقطات لكاميرات المراقبة تظهر بعض الأشخاص يسيرون عبر نفق، يظن الجيش الأسرائيلي أنهم زوجة السنوار وأطفاله. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري: "نحن مصممون على القبض عليه وسوف نقبض عليه"، مضيفاً: "لكن حتى الآن تمكن السنوار الرجل المسؤول عن مقتل أكثر من 1200 إسرائيلي في مذبحة العام الماضي، من الإفلات من القبض عليه".وفي السياق ذاته، أكد كوبي أنه لن يكون هناك نصر حتى تقبض إسرائيل على السنوار، مضيفاً: "أعرف أن السنوار لن يغادر غزة، سيقاتل حتى يُقتل، لأن لديه مبادئ، لن يستسلم أبدًا ولن يهرب إلى الخارج أبداً، وعلينا قتل الأشخاص المتورطين في المذبحة".(ترجمات)