تواجه البرازيل تحديًا كبيرًا في مكافحة عشرات آلاف الحرائق التي اندلعت في مختلف مناطق البلاد نتيجة أسوأ موجة جفاف تشهدها منذ عقود. ووفقًا لبيانات المعهد الوطني لدراسات الفضاء، شهدت البرازيل أكثر من 49.266 حريقًا في أول 12 يومًا من سبتمبر، مقارنة بـ46.486 خلال الفترة نفسها من العام الماضي. وتشير التقديرات إلى أن 60.7% من حرائق الغابات في أميركا الجنوبية اندلعت في البرازيل.حرائق في البرازيل أكثر المناطق تأثرًا بهذه الحرائق تشمل الأمازون وسيرادو وبانتانال، وهي مناطق غنية بالتنوع البيولوجي، كما اقتربت النيران من مدن كبرى مثل ساو باولو وريو دي جانيرو، مما دفع السلطات إلى نشر مروحيات لإخماد النيران القريبة من المناطق السكنية، وفقًا لتقارير ميدانية. وخلال أقل من أسبوعين، أصدرت البرازيل نحو 4 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون نتيجة للحرائق، وقد ساهمت الحرائق عالميًا في إطلاق 10 إلى 15 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون في نفس الفترة، مما يجعل البرازيل في وضع حرج بيئيًا.وتشير السلطات البرازيلية إلى أن غالبية الحرائق ناجمة عن "نشاطات متعمدة" مرتبطة بالزراعة والتوسع الزراعي، فيما دعا الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا السكان إلى الإبلاغ عن المسؤولين عن إشعال هذه الحرائق. كما أعلنت الحكومة تعزيز العقوبات على المتسببين في هذه الكوارث البيئية.التغيّر المناخي والجفافيؤكد الخبراء أن هذه الحرائق تعززها موجة جفاف غير مسبوقة في البرازيل، يعزونها إلى التغير المناخي، مشيرين إلى أن مناطق جنوب شرق البلاد، مثل ساو باولو وريو دي جانيرو، تعاني من مستويات رطوبة متدنية بين 12% و20%، مما يزيد من خطر انتشار الحرائق.وفي مناطق مثل مناغاراتيبا قرب ريو دي جانيرو، أدى الدخان الناتج عن الحرائق إلى تراجع الرؤية وتفاقم مشاكل الجهاز التنفسي بين السكان المحليين. ويصف السكان تأثير الحرائق بأنه يهدد جودة الهواء ويجعل الحياة اليومية أكثر صعوبة بسبب الظلام والدخان.وفي مواجهة هذه الأزمة، أكد الرئيس لولا دا سيلفا أن الحكومة الفيدرالية تعمل بالتعاون مع حكومات الولايات والبلديات لمكافحة بؤر الحريق، فيما أعلنت السلطات الجوية حالة "الخطر" في بعض المناطق المتأثرة، مع تأكيدهم على ضرورة اتخاذ تدابير إضافية للسيطرة على الحرائق.(وكالات)