تعهّد "الحوثيون" في اليمن بالردّ على الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا، لكن الاحتمالات محدودة فيما يبدو أن تُشعل هذه الهجمات الغربية حربا إقليمية حاليا في وقت تسعى فيه طهران إلى تجنب الاستدراج مباشرة إلى صراع شامل.والضربات الأميركية البريطانية التي جاءت ردا على هجمات "الحوثيين" في البحر الأحمر، أدت إلى تدويل الصراع الذي انتشر عبر المنطقة منذ أن اشتبكت حركة "حماس" وإسرائيل في الحرب ونفذ حلفاء لإيران هجمات أيضا انطلاقا من لبنان وسوريا والعراق.وقال كبير محللي الشؤون الإيرانية في مجموعة الأزمات الدولية علي فايز: "كان من المتوقع تماما أنه كلما طال أمد الحرب في غزة، زادت مخاطر التصعيد واشتعال الوضع في المنطقة".وأضاف: "لا يُرجّح دخول إيران المعركة مباشرة ما لم تتعرض لاستهداف مباشر على أراضيها".لكن "الحوثيين" قد يكثفون ضرباتهم.وقال فارع المسلمي من المعهد الملكي للشؤون الدولية تشاتام هاوس في لندن: "الضربات لن تمنع الحوثيين من شن هجمات أخرى في البحر الأحمر، بل العكس هو الصحيح".لا رغبة في حرب شاملةوبعد أن نفذت القوات الأميركية والبريطانية عشرات الضربات الجوية في أنحاء اليمن ليلا ردّا على ذلك، توعد "الحوثيون" بالانتقام وقالوا إن 5 من مقاتليهم لاقوا حتفهم.وقالت وزارة الخارجية الإيرانية إن الهجمات ستؤدي إلى "انعدام الأمن وعدم الاستقرار".وقال مصدران إيرانيان مطلعان إن طهران لا تريد التدخل المباشر.وأكد مصدر إيراني ثالث، وهو مسؤول كبير طلب عدم نشر اسمه، أن "الحوثيين" يتخذون قراراتهم بأنفسهم و"نحن ندعم قتالهم، لكن طهران لا تريد حربا شاملة في المنطقة".وأضاف أن الأمر متروك لإسرائيل والولايات المتحدة لوقف "عدوانهما".وتقول الولايات المتحدة إنها تسعى إلى منع توسع نطاق الحرب في المنطقة، بما في ذلك الحدود الإسرائيلية اللبنانية، حيث يخوض "حزب الله" المدعوم من إيران صراعا مع إسرائيل هو الأسوأ بينهما منذ 17 عاما.واتهمت الولايات المتحدة إيران بالضلوع في هجمات "الحوثيين" في البحر الأحمر، فيما تنفي إيران أي دور قائلة إن حلفاءها يتخذون قراراتهم بأنفسهم.وقال المحلل في مجموعة أوراسيا الاستشارية غريغوري برو إن طهران ما زالت تخشى اتساع نطاق الصراع لأنها لا تريد "التعرض مباشرة لانتقام محتمل".وأضاف: "صحيح أنه من المحتمل أن تكون هناك ردود من بعض وكلاء إيران في أماكن أخرى بالمنطقة، لكن لا يرجح أن تقدم إيران على تصعيد كبير ردا على هذه الضربات".التهديدات العراقيةوفي العراق الذي تطلق فيه القوات المدعومة من طهران النار على القوات الأميركية، قالت حركة "النجباء" إن مصالح الولايات المتحدة وأعضاء التحالف الآخرين لم تعد في مأمن منذ الآن.وقال مسؤول في فصيل آخر وهو "كتائب حزب الله" العراقية إن الهجمات ستكون لها عواقب وخيمة على أمن المنطقة بأسرها، بما في ذلك الخليج وإن جميع المصالح الأميركية، ليس فقط في العراق وسوريا، لكن في المنطقة بأكملها، ستكون هدفا مشروعا للطائرات المسيرة والصواريخ لدى الكتائب.وفي لبنان، قال مصدر مطلع إن الرد على الهجمات ليس من شأن جماعة حزب الله بل هو شأن "الحوثيين".وقالت الولايات المتحدة إن المراد من الهجمات لم يكن تصعيد التوترات. وذكرت وزارة الدفاع الأميركية الجمعة أن لا خطط لإرسال قوات أميركية إضافية إلى المنطقة وإن الهجمات كان لها "تأثيرات جيدة".وتعزّز نفوذ "الحوثيين" في اليمن منذ أن سيطرت الجماعة على العاصمة صنعاء في عام 2014.وعبّر أندريا كريغ من كينغز كوليدج في لندن عن شكوكه في مدى تأثير الضربات على عزيمة "الحوثيين" أو قدرتهم على شن هجمات، مستندا في شكوكه إلى اعتماد الجماعة على بنية تحتية تتمتع بقدرة عالية على التنقل.(رويترز)