تواجه القوات الأميركية في سوريا تحديات جديدة مع تصاعد العنف العشائري في المناطق الشرقية من البلاد، خصوصا في محافظة دير الزور الغنية بالنفط، فالنزاعات بين العشائر المختلفة، إلى جانب الصراع المستمر مع الجماعات المسلحة مثل تنظيم "داعش"، يزيد من تعقيد الوضع الأمني ويهدد الوجود العسكري الأميركي في المنطقة.ووفقا لتقرير نشره موقع "ناشينوال انتريست" فإن المواجهات القبلية في دير الزور، والتي اندلعت نتيجة خلافات على النفوذ والسيطرة على الموارد، قد شهدت تصاعدا كبيراً في الأسابيع الأخيرة، مشيرا إلى أن هذه النزاعات الداخلية تهدد بتقويض الجهود الأميركية للحفاظ على الاستقرار في المناطق التي تسيطر عليها "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من الولايات المتحدة.الوجود الأميركي في سورياتاريخياً، لعبت العشائر في دير الزور دورا حيويا في الهيكل الاجتماعي والسياسي للمنطقة، ومع تدخلات إقليمية ودولية، زاد تعقيد الصراع، حيث تتنافس القوى المختلفة على النفوذ، وفيما أن التدخل العسكري الأميركي في المنطقة يهدف إلى دعم قوات سوريا الديمقراطية في محاربة تنظيم "داعش"، إلا أن العنف القبلي يضيف طبقة جديدة من التحديات التي قد تؤثر على تلك الجهود.إلى جانب العنف القبلي، تواجه القوات الأميركية تهديدات مستمرة من الفصائل المسلحة المدعومة من إيران، والتي تستهدف القواعد الأميركية في المنطقة بالصواريخ والطائرات المسيرة، وفي ظل هذه التهديدات المتعددة، تبدو الخيارات المتاحة أمام الولايات المتحدة محدودة، وفقا للتقرير. وعلى الرغم من محاولات التهدئة، فإن عدم الاستقرار في دير الزور قد يدفع الولايات المتحدة إلى إعادة تقييم إستراتيجيتها العسكرية في سوريا، وفي حين تركز واشنطن على محاربة الجماعات المتطرفة مثل "داعش"، فإن التوترات القبلية قد تشكل خطراً كبيراً على عملياتها في المنطقة.الخطر المزدوج من العنف القبلي والجماعات المسلحة المدعومة من إيران يجعل من الصعب على الولايات المتحدة الحفاظ على استقرار طويل الأمد في سوريا، مما يطرح تساؤلات حول مستقبل الوجود العسكري الأميركي في هذه المنطقة المتوترة.(ترجمات)