قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي اليوم الخميس، إن الهدنة التي قد تبدأ في قطاع غزة الأسبوع المقبل ستؤدي إلى محادثات غير مباشرة لإنهاء القتال على طول الحدود الجنوبية للبنان.وأشار ميقاتي في مقابلة مع "رويترز" إلى ثقته من أن جماعة "حزب الله" ستوقف إطلاق النار إذا فعلت إسرائيل الشيء نفسه، منهية ما يقرب من 5 أشهر من القصف والغارات الجوية عبر الحدود. وكان "حزب الله" اللبناني، قد دخل على خط المعركة منذ 7 أكتوبر، عندما اقتحمت "حماس" جنوب إسرائيل من قطاع غزة مما أدى إلى هجوم بري وجوي وبحري إسرائيلي شرس على القطاع أدى إلى سقوط أكثر من 30 ألف قتيل، حسب وزارة الصحة في غزة. وأوضح ميقاتي أن التوصل إلى اتفاق لوقف العمليات العسكرية في غزة الذي "يلوح في الأفق" من شأنه أن يمهد الطريق لتهدئة مستدامة في لبنان.اتفاق وشيكوتابع رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية: "هناك حديث جدي لوقف العمليات العسكرية في غزة وأعتقد أنه قريبا إن شاء الله وفي مطلع الأسبوع القادم يوجد في الأفق نوع من اتفاق في هذا الموضوع وخاصة مع اقتراب شهر رمضان الكريم ويسمى (تفاهم رمضان)". وأوضح أنه عرف ذلك من خلال "التقارير الدبلوماسية التي تصله من الخارج ومن خلال الاتصالات التي تحصل مع الجميع، لافتًا إلى وجود اتصالات مستمرة إذا كانت اتصالات هاتفية معلنة أو غير معلنة أو اتصالات مباشرة مع كل المعنيين.وقال "حتما بإذن الله إذا قدرنا أن نصل إلى وقف العمليات العسكرية في غزة أنا اعتقد أنه أمامنا أسابيع مكثفة من المفاوضات لكي نستطيع أن نصل إلى ما أسميه دائما استقرار طويل الأمد في الجنوب". وأردف ميقاتي، قائلا: "كان هناك استحالة أن نبدأ أي مفاوضات ونحن نشاهد ماذا يحصل في غزة. بالتالي كان فيه خطر أن تفشل المفاوضات إذا بقت غزة مستمرة في هذه الطريقة".إسرائيل تنتهك الأراضي اللبنانيةوتحدث عن الانتهاكات التي يتعرض لها اللبنانيون منذ الـ 7 من أكتوبر من قبل الإسرائيليين في الأجواء والغارات على الأراضي اللبنانية". وتساءل ميقاتي "هل يستطيعون القضاء على القضية الفلسطينية بالدم والدمار والحرب." مضيفا أن "هذا كله سيولد المزيد من الدمار والحرب. علينا أن نكون واقعيين الحل يكون بحل الدولتين" واستطرد : "تعودنا في خلال 75 سنة ماضية على هذا العنف الإسرائيلي، ولكن حقيقة أنا لم أتعود بعد على هذا السكوت والصمت العالمي على ما يقوم به الإسرائيلي خاصة ما حصل في غزة من قتل الشيوخ والنساء والأطفال. يقولون إن هذا كله ردا على السابع من أكتوبر، سؤالي: هل هذا هو الرد العادل، هل هو متوازن؟".وأشار رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني، إلى لقاءه بالمبعوث الأمريكي الخاص آموس هوكستين في فبراير بميونيخ، قائلا: "وأعتقد كما فهمت في حينه أنه يرتب لزيارات قريبة إلى لبنان وأعتقد أنه سيكثف من زياراته". وكان هوكستين الذي زار بيروت آخر مرة في منتصف يناير توسط في عام 2022 في مفاوضات غير مباشرة بين لبنان وإسرائيل أدت إلى ترسيم الحدود البحرية بين الجانبين بعد نزاع طويل الأمد. وقال إنه يأمل أن يفعل الشيء نفسه بالنسبة للحدود البرية بين البلدين.استعداد حزب الله لوقف الحربوعندما سُئل عما إذا كان حزب الله قد أبدى مرونة للمضي قدما في المحادثات، أشار ميقاتي إلى أن "التعاون" الذي أبدته "جميع الأطراف" لتسهيل الاتفاق البحري يمكن تكراره في اتفاق الحدود البرية. وقال إن "الخروقات التي نراها كلها تحصل من ناحية إسرائيل وأنا متأكد أنه باللحظة التي توقف فيها إسرائيل خروقاتها للبنان أنا على يقين إن حزب الله لن يخرق أو يرد على أمر لم يحصل". وتسعى فرنسا أيضا إلى وقف التصعيد بمقترحات من بينها انسحاب مقاتلي حزب الله إلى مسافة 10 كيلومترات من الحدود وإجراء محادثات لتسوية الحدود المتنازع عليها. وأشار "حزب الله" الخميس إلى أنها ستتوقف عن شن هجمات على إسرائيل عندما يتوقف الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، لكنها مستعدة أيضا لمواصلة القتال إذا استمرت إسرائيل في الأعمال القتالية.وقال حسن فضل الله القيادي الكبير بالجماعة: "الحرب في الجنوب مرتبطة بالعدوان على غزة من جهة، وبتأمين سبل الحماية لبلدنا من جهة أخرى".وأضاف في تصريحات أدلى بها خلال مراسم تأبين قائد ميداني في "حزب الله" قُتل في غارة إسرائيلية هذا الأسبوع "عندما يوقف الاحتلال (الإسرائيلي) عدوانه على غزة تتوقف هذه الجبهة لأنَّها جبهة مساندة".