بدعوة تاريخية، دعا عبد الله أوجلان بشكل غير مسبوق لحل حزب العمال الكردستاني وإلقاء السلاح، معترفًا بتحمله المسؤولية التاريخية لهذه الخطوة. وأكد أوجلان ضرورة عقد مؤتمر عام للحزب لاتخاذ القرار بحل نفسه. في المقابل، أعلن قائد قوات سوريا الديمقراطية أن الدعوة تتعلق فقط بحزب العمال في تركيا، ولا تشمل فصائلهم في سوريا.هذه التطورات تفتح الباب لمستقبل غير واضح للعلاقات بين القوى الكردية في المنطقة، خصوصاً في صفوف قوات سوريا الديمقراطية. ورغم فشل محاولات سابقة للهدنة، يبقى التساؤل حول ما إذا كانت هذه الدعوة ستنجح في نهاية المطاف. فتح باب الحوار بين تركيا والأكرادولمناقشة آخر الأخبار في هذا الصدد، قال المستشار الإعلامي في رئاسة برلمان كردستان الدكتور طارق جوهر للإعلامي طوني خليفة في برنامج "استوديو العرب" المذاع على قناة ومنصة "المشهد": "محتوى رسالة أوجلان ودوافعها هي سياسية، والبيان فيه دون شك جوانب إيجابية أهمها فتح باب الحوار مع الجانب التركي".وتابع قائلًا: "هناك ملاحظات بشكل عام لدى الكثير من المراقبين الكرد والأوساط الشعبية الكردية، بأنهم لم يتوقعوا بأن يقرر السيد أوجلان بشكل صريح وعلني إنهاء حل حزب العمال الكردستاني وإلقاء السلاح، كما أنه في خطابه وفي الكلام الذي نسب إليه، شكر الذين سيستجيبون لندائه، ولكنني شخصيًا أعتقد أنه كان يفترض أن يتريث ويدعو أولًا إلى وقف لإطلاق النار".وأردف بالقول: "نحن لا نعرف حقيقة الظروف التي يعيشها أوجلان وكيف تتم محاربته من خلال منع زيارات أقاربه إليه وحتى محاميه، لذلك أعتقد شخصيا أنه لا توجد ثقة تامة بما تم نسبه إليه، وقد لا تكون له حرية تامة وهو تحت الإقامة الجبرية في السجن، في اختيار كلماته وحتى نواياه".إعلان تاريخي لأوجلانوعن ضغط تركيا على أوجلان في إعلانه التاريخي الأخير، قال مدير أكاديمية الفكر للدراسات الإستراتيجية الدكتور بكير أتاجان لقناة "المشهد": "فلنفترض أن هناك ضغوطا تركية على أوجلان ليُعلن ما أعلنه، لو كان يقبل فعلًا بهذه الضغوط كان ينبغي أن يقبلها قبل 30 عامًا عندما كان هناك سلاح وكان من الممكن أن يخاف آنذاك".وتابع قائلًا: "الآن وصل عمر أوجلان إلى فوق الـ70 عامًا، يعني إلى عمر قريب من الموت، بالتالي الضغوط لا تؤثر عليه، حتى أن ما قاله أوجلان لم يؤثر كثيرًا في الأوساط المعنية لأنه بكل بساطة ليس هو من يدير الحزب، بل يُدار هذا الأخير من الخارج".وأردف بالقول: "إذا كنا نريد أن نفتش عن الحقائق، أوجلان كان يعمل مع المخابرات التركية سابقًا وحتى زوجته الأولى كانت تعمل معه في الغرفة نفسها، وكانوا يعملون مع بعض لصالح المخابرات التركية، وهو مجبر اليوم على إلقاء السلاح لأن هذا القرار ليس بيده".تصحيح مسار السياسة التركيةمن جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي شيفان خابوري للإعلامي رامي شوشاني في برنامج "المشهد الليلة" المذاع على قناة "المشهد": "إعلان أوجلان هو تصريح تاريخي، لأنه يحمل فيه فحواه السلام والحرية والديمقراطية وأيضاً يحمل تصحيح مسار السياسة التركية عبر سنوات طويلة، لأنه يُظهر أن هذا المسار لم يكن مسارًا صحيحًا بل زاد من الأزمة في الداخل التركي وأودى بتركيا كدولة إلى التراجع نحو الوراء".وتابع قائلًا: "يحاول أوجلان أن يقول لتركيا بأنه والحزب مستعدون للعمل سوية لبناء تركيا المستقبل، التي تضم جميع المكونات، كالمكونات الرئيسية "الكرد والترك"، كما أنه ذكر ذلك ضمن خطابه المكتوب بأن الأكراد والأتراك لهم علاقات طويلة عبر التاريخ، والظروف غير المواتية أودت بأن تكون بينهم خلافات طويلة، وكان لا بد لهذه الخلافات أن تنتهي".وأصاف: "أوجلان أوضح في خطابه أن نهاية الخلافات بين الطرفين لا بد لحصولها أن يعمل كلا الطرفين سوية ضمن العمل السياسي بعيدًا عن العمل العسكري، كما أنه ذكر أن تأسيس حزب العمال الكردستاني كان مرهونًا بظروف أساساية وهي حرمان الشعب الكردي من حقوقه والاضطهاد الذي كانوا يتعرضون له في شمال كردستان".وختم قائلًا: "تصريح أوجلان هو عبارة عن خطوط عريضة ولا بد أن ننتظر تفاصيل هذا التصريح وهذا الخطاب بشكل دقيق في الأيام القادمة، لأن القضية الكردية هي قضية أرض وشعب وقضية سياسية، من هنا تستطيع تركيا أن تقوم بخطوات جوهرية لأن القوة اليوم بيدها، فهم السلطة وهم القوى العسكرية وهم البرلمان يعني لا خوف عليهم، بالتالي لا بد أن تقوم تركيا بتعديلات دستورية تضمن حقوق الشعب الكردي كمكون أساسي في تركيا وتبدأ بإنهاء حالة الصراع مع هذا الشعب وإنهاء حالة العسكرة والبدء بالحلول السياسية حتى يصل الأكراد إلى قرار في إلقاء السلاح والبدء بمحادثات جدية بين الطرفين".(المشهد)