مخاوف متزايدة بين الدبلوماسيّين في الولايات المتحدة وأوروبا، من أن يؤدي برنامج إيران النوويّ غير الخاضع للرقابة إلى حدّ كبير، وزعزعة الاستقرار الناجم عن الصراع في غزة، إلى تعزيز قوة الفصائل الإيرانية التي تدعم تطوير الأسلحة النووية، وفق صحيفة "الغارديان" البريطانية.ومؤخرًا، أكد الرئيس الإيرانيّ إبراهيم رئيسي، أنّ بلاده تسعى إلى تطوير برنامج نوويّ مدنيّ في الوقت الحالي. ولكن في الاجتماع ربع السنويّ الذي عقده الأسبوع الماضي مجلس إدارة هيئة التفتيش النووي، الهيئة الدولية للطاقة الذرية، أصدرت الولايات المتحدة وشركاؤها الأوروبيون تحذيرات بشأن التهديد الذي يفرضه عدم تعاون إيران في برنامجها النووي.حتى أنّ مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، اعترف بأنّ هيئة التفتيش فقدت "استمرارية المعرفة حول إنتاج ومخزون أجهزة الطرد المركزيّ والمياه الثقيلة، ومركزات خام اليورانيوم" في إيران.وحذّر مبعوث روسيا لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية ميخائيل أوليانوف، من أنّ الوضع "مليء بالمخاطر ومخاطر الخروج عن نطاق السيطرة"، على الرغم من أنه ألقى اللوم إلى حدّ كبير على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النوويّ لعام 2015. وجاءت هذه التحذيرات بعد نجاح المتشددين المعارضين لاتفاق عام 2015، الذي يقيّد البرنامج النوويّ الإيرانيّ في الانتخابات البرلمانية التي جرت نهاية الأسبوع الماضي.وتزايد الشعور بإلحاح الأمر ليس فقط لأنّ إيران تقوم بتخصيب اليورانيوم على هذا المستوى العالي الذي يقترب كثيرًا من نسبة 90% التي تُعتبر من الدرجة المستخدمة في تصنيع الأسلحة، ولكن أيضًا لأنّ شخصيات إيرانية بارزة شككت في الأشهر الأخيرة في مدى التزام طهران ببرنامج نوويّ مدنيّ بحت.تحذير من "النووي الإيراني"ويُعدّ السياق الجيوسياسيّ الإقليمي، بما في ذلك المخاوف من تحول الصراع في غزة إلى حرب أوسع بين إيران وإسرائيل، عاملًا مهمًا أيضًا، وكذلك المعرفة بأنّ الاتفاق النوويّ لعام 2015 ينتهي في أكتوبر 2025 خلال رئاسة دونالد ترامب "المحتملة"، ما يؤدي إلى إزالة الملف النوويّ من جدول أعمال مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وقال مدير أبحاث الحرس الثوريّ الإيرانيّ في منظمة "متّحدون ضد إيران النووية" كسرى عربي: "رفض إدارة بايدن فرض عواقب مباشرة على إيران - على الرغم من أعمالها العدوانية المستمرة منذ 7 أكتوبر، بما في ذلك هجوم بالوكالة للحرس الثوريّ أدى إلى مقتل 3 أميركيّين". وأضاف، "شجعت هذه الخطوة النظام الإيرانيّ وجعلت المرشد الأعلى آية الله خامنئي والحرس الثوريّ الإيرانيّ يعتقدان أنّ النظام قادر على التصعيد من دون مواجهة أيّ تداعيات". وحذّر قائد القيادة المركزية الأميركية في لجنة القوات المسلحة الأميركية الجنرال مايكل كوريلا، الخميس، من أنه إذا أصبحت إيران قوة نووية، فإنها "ستغير الشرق الأوسط إلى الأبد". وكانت هناك مخاوف منذ فترة طويلة بشأن إجابات طهران - التي اعتبرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية غير موثوقة - على الأسئلة المتعلقة بالموادّ النووية التي تم العثور عليها في 3 منشآت، ومدى قدرة مفتشي الأسلحة على القيام بعملهم في البلاد، لكنّ صبر الولايات المتحدة بدأ ينفد تجاه ما تفعله ويصفها بالمماطلة الإيرانية. وقالت المبعوثة الأميركية لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية لورا هولغيت، الأسبوع الماضي: "بعد 5 أعوام من التعاون المحدود فقط في اللحظة الأخيرة من جانب إيران، و5 أعوام من فشل إيران في متابعة التزاماتها، و5 أعوام من الأسئلة التي لم يتم حلها. لا يمكننا أن نسمح باستمرار نمط سلوك إيران الحالي".فيما قالت سفيرة المملكة المتحدة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كورين كيتسل: "بعد الكثير من الفرص الضائعة والوقت الضائع، فإنّ ضرورة محاسبة إيران على التزاماتها القانونية قد طال انتظارها". وتصرّ إيران على استعدادها للتفاوض على نسخة لاحقة من الاتفاق النووي، وتستمر المحادثات في الخلفية مع نائب وزير الخارجية علي باقري ونظرائه الأوروبيّين.(ترجمات)