تحت ضغط كل من تغير المناخ والزراعة المكثفة، بدأت مياه منتزه دونانا الوطني في إسبانيا بالجفاف، مما تسبب في حملات ضد المزارعين الذين يستخرجون المياه من المنتزه المحمي من قبل اليونسكو. والمنتزه مزيج من المستنقعات والكثبان الرملية وغابات الصنوبر التي تعدّ كمحطة توقف رئيسية للطيور المهاجرة. والصراع هذا يسبق الانتخابات البلدية الإسبانية بأسبوع حيث يسعى السياسيون الإقليميون المحافظون إلى تصوير أنفسهم كحلفاء للمزارعين، ووعدوا بإمدادات المياه التي يقول النشطاء إنها انتهت منذ فترة طويلة. كما أصبحت المعركة من أجل مستقبل دونانا أيضا معركة أوروبية، وفق "بوليتيكو"، حيث تهدد بروكسل إسبانيا بعقوبات مالية بسبب خطة الأندلس للسماح بمزيد من الري. وفي غضون ذلك، يصطف المشرعون المحافظون في البرلمان الأوروبي خلف المزارعين الإسبان - وهو جزء من رد فعل أوسع نطاقا ضد التشريعات البيئية التي تؤثر على الزراعة مع بدء الحملة الانتخابية الأوروبية العام المقبل.لكن العلماء يقولون إن الزراعة المكثفة هي جزء كبير من المشكلة، لأنها تستهلك كميات هائلة من المياه التي أصبحت أكثر ندرة مع تغير المناخ. ويحذر نشطاء من استراتيجية الحكومة الإقليمية لمساعدة المزارعين - وهي خطة تقول بروكسل إنها تنتهك قانون الاتحاد الأوروبي - ستكون بمثابة "ناقوس الموت" لدونيانا. المفوضية الأوروبية تتدخل مع تدهور وضع المنتزه، تدخلت المفوضية الأوروبية متهمة مدريد بخرق قوانين الاتحاد الأوروبي للحفاظ على البيئة. وفي عام 2021، قضت المحكمة العليا في الاتحاد الأوروبي بأن إسبانيا فشلت في تنفيذ "الإدارة المستدامة لمسطحات المياه الجوفية" التي تغذي دونيانا. وفي العام الماضي، حذرت المفوضية مدريد من أنها بحاجة إلى تكثيف الجهود للامتثال للقانون. لكن الأندلس سارت في الاتجاه المعاكس. لكن وعدت حكومتها الإقليمية المحافظة بحل المشكلة بخطة ري جديدة، ومن المتوقع أن يصوت البرلمان الإقليمي على الخطة بعد انتخابات الأحد.(ترجمات)