منذ أيام تتعرض مدينة حماة السورية إلى هزات أرضية وصل قدرها إلى 5.5 درجات على مقياس ريختر، ما أعاد إلى الذاكرة زلزال فبراير عام 2023 الذي ضرب تركيا وسوريا، وخلّف آلاف الضحايا، ودمّر مدنا بأكملها.وشعر سكان المحافظات السورية مثل دمشق وحمص وحلب واللاذقية بالهزات، حتى أن سكان بعض المناطق اللبنانية شعرت بها، ما دفع العديد منهم إلى الخروج من منازلهم إلى الشوارع خوفا من انهيار المباني، ولم ترد أنباء عن سقوط قتلى أو جرحى في تلك المحافظات.تأثير زلزال فبراير 2023 في فبراير 2023، ضرب زلازل بقوة 7.8 و7.5 درجات جنوب شرق تركيا وشمال غرب سوريا، تبعت هذه الهزات هزّة ثالثة بقوة 6.4 درجات في 20 فبراير، ورافقت هذه الهزات هزّات ارتدادية كثيرة، زادت الضرر والدمار الذي حصل في المناطق التي ضربها الزلزال. وبحسب الإحصائيات تسبب الزلزال بوفاة نحو 20 ألف شخص. ولهذا أرجع بعض خبراء الزلازل الهزّات التي تحدث اليوم بين سوريا والأردن إلى زالزل فبراير 2023. مديرا صفحة بحوث الخطر الزلزالي على منصات السوشيل ميديا الدكتور سامر زيزفون والمهندس نشأت السمعان قالا إنّ:الجزء الغربي من سوريا والأردن هو عبارة عن منطقة نشطة زلزاليًا، لأنها تحتوي على منظومة فوالق البحر الميت. هذه المنظومة تمتدّ من خليج العقبة جنوباً باتجاه الحدود السورية التركية شمالًا، لتلتقي مع منظومة فوالق شرق الأناضول التي حدث عليها زلزال تركيا - سوريا 2023. زلزال 2023 أدى لزيادة في الطاقة الكامنة ضمن نطاق تأثيره الذي يتجاوز آلاف الكيلومترات. جميع الهزات التي نشهدها اليوم ومنها هزة حماة، هم من آثار زلزال تركيا سوريا 2023. يمكن أن نعتبر هزة حماة هي هزة تابعة لزلزال 2023، وليست ارتدادية وإنما هي هزة متحرضة عن زلزال تركيا - سوريا 2023.من جهته، أكد مدير رصد الزلازل في الأردن المهندس غسان سويدان في حديث إلى منصة "المشهد" أن "المناطق التي تحدث فيها الهزّات معروفة بنشاطها الزلزاليّ، الهزّات التي تحصل تعتبر قوية، لكنها ليست مدمرة، وعادة ما يكون حجم الضرر أو الدمار بناء على قرب المنطقة من مركز الزلزال أو بعدها، بالإضافة إلى نوعية وجودة البناء". هذا وقالت وزارة الصحة السورية، إنه لا يوجد وفيات نتيجة الهزات الأرضية، لافتة إلى وجود 65 إصابة خفيفة إلى متوسطة، 3 منها بحاجة إلى تدخّل جراحي. ولفتت إلى أنّ الإصابات ناجمة عن حالات هلع (تدافع – سقوط)، وأنه تم التعامل مع 67 حالة هلع استقبلها مستشفى السلمية الوطنية.زلزال بين سوريا والأردن بدوره، شرح البروفيسور نجيب أبوكركي، وأستاذ الجيوفيزياء وعلم الزلزال في الجامعة الأردنية ورئيس جامعة الحسين بن طلال السابق، في تصريح لمنصة "المشهد" أن:كل منطقة زلزالية تحصل فيها هزات من وقت لآخر بنمط معين يعتمد على مدى نشاط المنطقة.المنطقة بين تركيا والبحر الأحمر حيث يمر صدع البحر الميت هي منطقة نشطة زلزاليًا ومن الطبيعي أن يحصل فيها هزات أرضية من وقت لآخر. الزلزال الذي حصل في حماة والذي بلغت قوته 5 درجات تقريبا على مقياس ريختر، يحدث على الصدع الأردني مرة كل عام تقريبا، أما الزلازل الأكبر فتحتاج إلى مئات أو عشرات السنين. ظاهرة الزلازل غير منتظمة، والزلازل الكبيرة نادرة جدا، وبالتالي كلما مرّت فترة زمنية أكبر على آخر زلزال كان مدمرا، كلما ازداد خطر وقوع زلزال مدمر. والمقياس هو مئات السنين وليس أسابيع أو أشهر. هزات مستقبلية وحول إمكانية حدوث هزات أقوى، لفت مديرو صفحة بحوث الخطر الزلزاليّ إلى أن:بعد زلزال تركيا - سوريا كثفنا من دراساتنا الإحصائية، واستطعنا من خلالها أن نكتشف مؤشرات المدى الأقصى والمدى البعيد والمدى القريب. هذه المؤشرات تعطينا فكرة عن الطاقة المختزنة بالفوالق.من خلال المؤشرات التي رسمناها لفوالق البحر الميت، تبين لنا بأنه ممكن حدوث هزات على منظومة فوالق البحر الميت يتجاوز قدرها 5 درجات. لكنها لن تتجاوز 5.8 درجات على الأغلب.وأضافوا أنه "لا يمكن لأحد أن يتنبأ بحدوث الزلزال، ولكن حسب المؤشرات الموجودة وحسب تزايد الطاقة الموجود على فوالق البحر الميت، يمكن أخذ فكرة عن الطاقة التي ممكن أن تتحرر لاحقاً من المنظومة، والهزات التي ممكن أن تحدث ستكون بين 5 وأقل من 6". وأشاروا إلى أنّ "منطقتنا هي منطقة هدأت لمدة 150 عامًا تقريبًا، لكن هذا الهدوء مؤقت لأن منطقتنا منطقة نشطة زلزاليًا، لا يمكن توقف الزلازل فيها".فيما يرى سويدان أنه "لا يمكن التنبؤ بالزلازل لكننا بتنا نعرف المناطق التي تحدث فيها الزلازل، أيّ أن هناك بعض المناطق النشطة زلزاليا، وبالتالي يمكن أن يحدث فيها زلزال مستقبلًا".ويبيّن سويدان أن "هناك بعض الدراسات الإحصائية لكنها ليست مثبتة علميًا 100%، والتي تتحدث عما يسمى بـ"الدورة الزلزالية" والتي تقوم على دراسة الزلازل التي حدثت بالماضي مع الفروقات الزمنية بينها، على سبيل المثال كل 100 سنة أو 1000 سنة، لكن هذه الشيء غير مثبت علميًا، حيث إن الأجهزة الحديثة التي تسجل الزلازل، لا يتجاوز عمرها 100 عام". الرعب يسيطر على الأهالي وعلى الرغم من أن الهزات التي تحدث في سوريا يُجمع أغلب الخبراء على أنها ليست مدمرة، إلّا أن أهالي مناطق سورية وأردنية بات لديهم خوف مضاعف من الضرر والدمار الذي يمكن أن يسببه الزلزال، في ظل الكارثة التي ضربت سوريا وتركيا تحديدًا في فبراير 2023. يضاف إلى ذلك أن العديد من الأبنية في المحافظات السورية خصوصًا تضررت بسبب الحرب، وربما أصبحت غير مقاومة للزلازل، الأمر الذي يجعل السكان يتدافعون برعب إلى الشوارع عند إحساسهم بوجود أيّ هزة. ليس ذلك فحسب، بل بات بعضهم يقوم بوضع مؤشرات في منازلهم إذا تحركت يعني ذلك أن زلزالا يحدث، فيما لجأ البعض إلى تحميل تطبيقات على الهاتف المحمول ظنًا منهم أنها قد تساعدهم في الكشف عن أيّ نشاط زلزالي خطير قريب جغرافيًا، مثل تطبيق "كوايك فييد" (QuakeFeed). (المشهد )