مع بدء الجيش الإسرائيلي بالانسحاب تدريجياً من غزة، فإن المكاسب التي حققها ضد "حماس" أصبحت كبيرة ولكنها غير كاملة، كما يقول المسؤولون العسكريون والأمنيون الإسرائيليون لصحيفة "واشنطن بوست". وأكد المسؤولون الإسرائيليون أن إنجازات الجيش في غزة مهددة بسبب الافتقار إلى إستراتيجية ما بعد الحرب. على الرغم من استمرار القتال البري المكثف في خان يونس وأجزاء أخرى من جنوب قطاع غزة، قال الجيش الإسرائيلي إنه يبتعد عن القصف واسع النطاق وينتقل إلى حملة أكثر تركيزًا من الغارات والاغتيالات المستهدفة، بهدف القضاء على القيادة العسكرية لـ"حماس".أدى هجوم في جنوب غزة إلى مقتل 21 جنديًا إسرائيليًا في أعنف هجوم منفرد على القوات الإسرائيلية منذ أن بدأت عمليتها في القطاع. كما نفذت الولايات المتحدة وبريطانيا جولة جديدة من الضربات على أهداف "الحوثيين" يوم الاثنين، مع تزايد الدعوات لحل الدولتين .وقال مسؤول عسكري إسرائيلي لصحيفة "واشنطن بوست": "لقد ألحقت الحرب الضرر بحماس باعتبارها كيانا إرهابيا، لكن هذه ليست مهمة مدتها 3 أشهر". وبحسب الجيش الإسرائيلي فقد قُتل ما لا يقل عن 9000 مسلح حتى الآن،أي أقل من ثلث المقاتلين الذين تقدر "حماس" بـ 30 ألفاً. "سيناريو كابوس"وقال المسؤول العسكري إن العملية البرية والجوية في غزة فككت بشكل فعال غالبية ألوية "حماس" الخمسة، المكونة من 24 كتيبة، تضم كل منها ما يصل إلى 1400 مقاتل. وقال المسؤول إن أكثر من 100 من القادة قتلوا. وأشار مسؤولون إسرائيليون إلى أنه تم تعطيل 17 كتيبة من أصل 24 كتيبة تابعة لـ"حماس"، معظمها في الأجزاء الوسطى والشمالية من القطاع، إلى درجة أنها تشبه إلى حد كبير مجموعات صغيرة من المقاتلين مقارنة بالوحدات العسكرية المناسبة. وأضافوا: "الخلايا الصغيرة من مقاتلي حماس، المختبئين في الأنفاق وأنقاض المباني المدمرة، لا تزال تشكل تهديداً فتاكاً. بعد إطلاق وابل من الصواريخ من القطاع في الأسبوع الماضي باتجاه مدينة نتيفوت الجنوبية، تمكنت القوات الإسرائيلية من محاصرة موقع الإطلاق بسرعة في وسط غزة وقتل العديد من المقاتلين".وأكدت الصحيفة الأميركية أن القادة العسكريين في الجيش الإسرائيلي يعترضون على الوجود الأمني الطويل في غزه، ويعتبرونه "سيناريو كابوس"، بينما يؤيد القادة السياسيون اليمينيون عملية إعادة احتلال قطاع غزة.قال المسؤولون الإسرائيليون: "سيكون العمل من خارج القطاع ممكنا عمليا، لكنه سيتطلب شراكة أمنية مع السلطات الحاكمة، على غرار اتفاق إسرائيل مع السلطة الفلسطينية في أجزاء من الضفة الغربية".وذكر المسؤول الأمني الإسرائيلي السابق أنه بدون جهد دولي منسق للحد من قوة "حماس" في غزة ما بعد الحرب، فإن خطر إعادة تجميع مقاتليها سيظل حاضرا على الدوام.ويقول المسؤولون العسكريون الإسرائيليون إن منع "حماس" من إعادة التسلح بأسلحة خارجية سيتطلب تأمين معبر رفح على الحدود بين غزة ومصر. وترفض مصر هذا المقترح.(ترجمات)