ألقت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية الضوء على الأحداث المتلاحقة في لبنان، بعد أن تسببت الغارات الإسرائيلية الأخيرة في إحداث دمار في جميع أنحاء لبنان، بدءا من الضاحية الجنوبية لبيروت وصولا إلى وادي البقاع في الشرق وعبر الجنوب.وقصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مناطق بعيدة عن جيوب الدعم التقليدية لـ"حزب الله"، بما في ذلك جبل لبنان والشوف. وتصاعدت أعمدة ضخمة من الدخان بين المباني السكنية المكتظة في بيروت حيث ملأ صوت صفارات الإنذار المدينة التي تعرضت لما لا يقل عن 11 غارة جوية ليلة الجمعة وصباح السبت، وفقا لوكالة الأنباء اللبنانية الرسمية. وأدت الضربات التي قتلت زعيم "حزب الله" حسن نصر الله إلى تسوية مباني سكنية عدة بالأرض. وطلبت وزارة الصحة اللبنانية من المستشفيات القريبة من بيروت التي لم تتعرض للقصف، التوقف عن قبول الحالات غير العاجلة لإفساح المجال للمرضى الذين يتم إجلاؤهم من المستشفيات في الضاحية الجنوبية للعاصمة. وقالت وزارة الصحة يوم السبت إن التفجيرات أسفرت عن مقتل 33 شخصا على الأقل وإصابة 195 آخرين. وسادت فترة حداد متوترة في بيروت في الساعات التي تلت تأكيد "حزب الله" مقتل نصر الله يوم السبت.وفي الوقت نفسه، واصلت إسرائيل هجومها على "حزب الله"، قائلة إنها قتلت أحد قادة الجماعة في غارة على الضاحية يوم السبت، الضاحية الجنوبية حيث اغتيل نصر الله.هروب جماعيبعد اغتيال نصر الله ليلة الجمعة، حذر الجيش الإسرائيلي سكان الضاحية الجنوبية لبيروت من الإخلاء من أجل "سلامتكم وسلامة أحبائكم" بينما كان يستعد لتصعيد حملة القصف. وأثارت الأوامر، التي نشرت على منصة التواصل الاجتماعي "إكس"، الخوف لأنها حددت مبانٍ في جميع الأحياء، وتعرفت عليها من خلال العائلات التي تعيش هناك أو المقاهي في الطوابق السفلية. وطلبت من السكان الذين يعيشون هناك وفي المباني المحيطة المغادرة فورا لأن الجيش الإسرائيلي "سيضطر إلى العمل ضد مصالح [حزب الله] هذه في المستقبل القريب". وقال سكان مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين في الضاحية الجنوبية لبيروت إن الذعر انتشر بسرعة عبر أزقته الضيقة ومبانيه المركزة عندما حذرت إسرائيل من أن الحي المحيط به سيتعرض للقصف. واضطرت امرأة من المخيم، وهي لاجئة فلسطينية فرت من سوريا إلى لبنان في عام 2012، إلى الركض مرة أخرى ليلة الجمعة، وهذه المرة إلى ممر على شاطئ البحر. وأضافت "هربنا من الرعب. وبمجرد أن سمعنا أوامر الإخلاء، غادرنا". هربت فاطمة، وهي فتاة تبلغ من العمر 18 عاما طلبت عدم ذكر اسمها الحقيقي، من ضاحية الليلكي مع عائلتها بعد منتصف الليل. وعندما بدأت التفجيرات لأول مرة مساء الجمعة، قرروا في البداية البقاء في منزلهم. لكن الانفجارات كانت شديدة وقريبة جدا لدرجة أنها فقدت الوعي. وقررت أسرتها المغادرة فقط بعد أن أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء لمنازل في حيهم.(ترجمات)