كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو عن أول خطة رسمية له لما بعد الحرب في غزة، لكن بعض الخبراء يرون أن الاقتراح له علاقة بتعزيز موقفه السياسي في تل أبيب أكثر من كونه إستراتيجية ملموسة للفترة المقبلة.وفي وثيقة بم تتجاوز الصفحة الواحدة، وصدرت في وقت متأخر من يوم الخميس، كشف نتانياهو عن خطته للقطاع بمجرد انتهاء الحرب الإسرائيلية مع "حماس".وقال زميل بارز في معهد الديمقراطية الإسرائيلي في تل أبيب، جدعون راهات: "الخبر السار هو أن هناك خطة للمستقبل" أما "الخبر السيئ هو أنه لا يوجد الكثير فيها".ثلاثة أهداف رئيسيةوتدعو الوثيقة، التي ترجمتها شبكة "إن بي سي نيوز"، إلى الوجود العسكري الإسرائيلي المستمر، وكذلك استمرار صيانة "المنطقة العازلة" في شمال غزة والتي عارضتها إدارة بايدن منذ إنشائها.وتؤكد الخطة، التي تنقسم إلى ثلاثة أهداف (فورية ومتوسطة وطويلة الأجل)، على طموحات نتانياهو الأكثر إلحاحًا.وتتمثل الأهداف الفورية في:جعل غزة منطقة منزوعة السلاحإنهاء حكم حماسإطلاق سراح الأسرى الذين ظلوا محتجزين منذ 7 أكتوبر.وعلى المدى المتوسط، تدعو الخطة إلى:إصلاح شامل للإدارة المدنية في غزة والتي ستعتمد على "عناصر محلية ذات خبرة إدارية". ولا تذكر الخطة السلطة الفلسطينية.ينص القرار كذلك على إحكام السيطرة على الجزء الجنوبي من قطاع غزة- على الحدود مع مصر -لمنع تهريب الأسلحة.بينما يدعو أيضًا إلى إدخال "برنامج شامل لمكافحة التطرف" وإغلاق وكالة الأونروا في نهاية المطاف.ووفقًا لشبكة "إن بي سي نيوز"، فإن الهدفين الوحيدين على المدى الطويل الموضحين في الخطة يدوران حول رفض نتانياهو "الإملاءات الدولية" فيما يتعلق بالتسوية الدائمة مع الفلسطينيين، بالإضافة إلى معارضته لأي "اعتراف أحادي الجانب" بالدولة الفلسطينية.وقالت الوثيقة إن أي اعتراف أحادي الجانب بالدولة الفلسطينية يعد "مكافأ للإرهاب".استباق لاقتراح بايدن ودفعت الولايات المتحدة من أجل حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني لعقود من الزمن لكنها لم تعترف رسميًا بالدولة الفلسطينية المستقلة نفسها. كانت إدارة بايدن تستكشف الخيارات لوضع خطة الدولتين بعد الحرب، حسبما قال مسؤول كبير في الإدارة لشبكة "إن بي سي نيوز" في وقت سابق من هذا الشهر.وقال مدير مركز Y&S Nazarian للدراسات الإسرائيلية التابع لجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، دوف واكسمان، إن نشر خطة نتانياهو قد يكون هدفه استباق أي اقتراح "يحدد وجهات نظر إدارة بايدن بشأن ما يجب أن يحدث بمجرد انتهاء الحرب".ولم ترد إدارة بايدن على الفور على طلب من شبكة "إن بي سي نيوز" للتعليق على خطة نتانياهو.وقال منسق الاتصالات الإستراتيجية لمجلس الأمن القومي، جون كيربي، في مؤتمر صحفي، إن بايدن لا يزال "ملتزما تماما" بالسعي إلى حل الدولتين.موجهة إلى الشعب الإسرائيلي وتعقيبًا على الوثيقة، قال زميل بارز للشؤون الإسرائيلية في معهد الشرق الأوسط، نمرود غورين، إن خطة نتانياهو "لا تحقق الكثير".وقال غورين إن الوثيقة تعكس عملية التوازن الصعبة التي واجهها نتانياهو منذ بدء الحرب في محاولة الحفاظ على الدعم من إدارة بايدن مع استرضاء السياسيين اليمينيين الذين يعتمد عليهم ائتلافه الهش، واستعادة الدعم من الشعب الإسرائيلي.وفي إشارة إلى أن الوثيقة صدرت باللغة العبرية فقط، قال غورين إنها تبدو موجهة إلى حد كبير إلى الشعب الإسرائيلي، بهدف إعطاء نتانياهو "بعض الشرعية الداخلية التي يفتقر إليها حاليا” مع استمرار انخفاض الدعم لرئيس الوزراء في استطلاعات الرأي وبينما يواجه تدقيقًا متزايدًا من الأعضاء اليمينيين في حكومته.(ترجمات)