هل تعود إسرائيل إلى عقلية 6 أكتوبر، أم إنها تبنّت عقلية ما بعد 7 أكتوبر؟ سؤال طرحته صحيفة "جيروزاليم بوست" بعد هجوم إيران الصاروخيّ على الدولة العبرية ليل السبت.وقالت الصحيفة، إنّ هذا السؤال يلوح في الأفق على الحكومة وهي تتصارع مع آثار الهجوم الإيرانيّ الجريء في وقت مبكّر من صباح الأحد، عندما أضاءت السماء بمئات الطائرات المسيّرة الانتحارية والصواريخ الباليستية التي انطلقت نحو إسرائيل. وكانت إسرائيل في 6 أكتوبر قادرة على احتواء مثل هذا الهجوم. وتتساءل الصحيفة عن أهمية الردّ، بعد أن تم اعتراض معظم الصواريخ والطائرات بدون طيار، وباستثناء فتاة واحدة أصيبت بشظاياها بشكل مأسوي. كانت سياسة الاحتواء هذه تتماشى مع السياسة الإسرائيلية العامة في ذلك الوقت، حيث أطلق الجيش عمليات لإضعاف "حماس" في غزة، لكنه لم يلاحق جذور المشكلة قط. وأشارت إلى أنّ كلّ ذلك كان صحيحًا حتى الساعة 6:29 صباح 7 أكتوبر، عندما شنت "حماس" هجومها، وأرغمت إسرائيل على خوض حرب بدّدت الوهم القائل بأنّ الاحتواء قادر على حماية أيّ دولة من "الإرهاب". وعلى الرغم من أنّ قادة إسرائيل يدركون حقيقة أنّ أنظمة الدفاع الصاروخيّ لا توفر الحماية، إلا أنّ البعض يحاول تجنب الحاجة إلى مواجهة إيران، خشية أن يؤدي أيّ هجوم انتقاميّ إلى حرب إقليمية أوسع نطاقًا.ليس كافيًا للنصروبقيادة إدارة بايدن، وكذلك بعض أعضاء الحكومة الإسرائيلية والجيش، يحاولون تصوير الاعتراض الناجح للطائرات بدون طيار والصواريخ، على أنه انتصار كبير. ويقولون إنّ إسرائيل فازت في هذه الجولة، من خلال حرمان إيران من صورة النصر، المتمثلة في طائرة بدون طيار تضرب قاعدة عسكرية أو صاروخ يضرب ديمونة. وتشير الصحيفة إلى أنّ أداء القبة الحديدية ومقلاع داود، ونظام "أرو" الجوي، كان ملحوظًا الأحد، في ما لا يمكن وصفه إلا بأنه شهادة على البراعة الإسرائيلية، وكذلك التحالف الأميركيّ مع إسرائيل. ويؤكد أنّ المشكلة هي أنه مهما كان الدفاع جيدًا، فهو ليس كافيًا لتحقيق النصر. لا يمكن لإسرائيل أن تسمح لإيران بتعلّم درس مفاده أنّ الهجوم بمئات الطائرات بدون طيار والصواريخ، يتم التسامح معه لمجرد إسقاطها.وتلفت الصحيفة إلى أنه يجب النظر إلى كل صاروخ وطائرة بدون طيار يتم إطلاقها على إسرائيل، كما لو أنها سقطت وأصابت أهدافًا وقتلت أشخاصًا، وألحقت أضرارًا بالبنية التحتية. وأضافت، إذا لم يحدث ذلك، ولم يتم فعل أيّ شيء، فستكون مسألة وقت فقط حتى يأتي الهجوم التالي من إيران، ثم الهجوم التالي الذي يليه". ويؤكد التحليل أنّ على القادة الإسرائيليّين منع إيران من التحول إلى غزة أو لبنان، عندما يتعلق الأمر بالطريقة التي قبلت بها إسرائيل، لأعوام عدة، واقعًا لا يطاق.ردّ عسكريمنذ 7 أكتوبر، تعلمت إيران درسًا خطيرًا، ورأت كيف حصلت على الحصانة ولم تضطر إلى دفع ثمن تسليح "الإرهابيّين" وتشجيعهم على مهاجمة إسرائيل. وبدلًا من القوة، قوبلت تصرفات إيران بالهدايا، مثل قرار إدارة بايدن بإصدار إعفاء من العقوبات، ومنح طهران حق الوصول إلى 10 مليارات دولار. ويحثّ بايدن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو على التراجع في الردّ العسكري، وتبنّي المبادرة الدبلوماسية لمجموعة السبع، والجلسة الطارئة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. لعب الإسرائيليون والأميركيون والبريطانيون وغيرهم، دورًا في اعتراض الطائرات بدون طيار والصواريخ. ومع ذلك، يتعين على إسرائيل أن تفعل ما هو في مصلحتها، خصوصًا أنها المسؤولة عن وجود الشعب اليهودي، ولهذا السبب بالتحديد واصلت إسرائيل هجومها على غزة رغم المعارضة العالمية، وقصفت المفاعلات النووية في العراق وسوريا في عامي 1981 و2007 رغم المعارضة الأميركية.(ترجمات)