في تطور بارز على الساحة السياسية السورية، تطلق سوريا إعلانًا دستوريًا موقتًا يتضمن 48 مادة تنظم المرحلة الانتقالية، بما في ذلك تأكيد على أنّ دين رئيس الجمهورية هو الإسلام. وبالفعل، تضع سوريا اليوم الملامح الرئيسة لبناء مستقبلها، بعد التخلص من حقبة دامت 63 عامًا من حكم حزب البعث. فبعدما أكملت القيادة الجديدة في دمشق هدم كل ما يتعلق بالنظام السابق، ها هي تستعد اليوم لإطلاق الإعلان الدستوري الموقت، وهو إعلان يضم في طياته بحسب مصادر سورية 48 مادة، من المفترض أن تشكل الإطار القانوني الذي سينظم المرحلة الانتقالية، التي سيسير فيها الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، شؤون البلاد للسنوات الـ5 المقبلة.إلى ذلك، سيضم هذا الإعلان التركيز على العدالة الانتقالية وحصر السلاح بيد الدولة، مع تأكيد دور الجيش في حماية الوطن. وفي السياق، انطلقت دعوات لاعتماد دستور 1950، الذي يُعدّ من أفضل الدساتير في تاريخ سوريا.فكرة المحاصصة ومبدأ المواطنةوللوقوف على آخر المستجدات في هذا الشأن، قال المستشار القانوني والسياسي السوري الدكتور هشام مروة، للإعلامي رامي شوشاني في برنامج "المشهد الليلة" على قناة ومنصة "المشهد": "التجربة اللبنانية والعراقية تدفع دون شك السوريين باتجاه البعد عن فكرة المحاصصة، أو فكرة أن تنص الدساتير على كوتا معينة لمجموعة سياسية أو عرقية أو طائفية معينة، لأنها ستناقض مبدأ المواطنة".وتابع قائلًا: "المواطنة الحقيقية الكاملة هي الفكرة المطلوبة اليوم من الدستور السوري، يعني أن يعرف كل مواطن سوري حقوقه ويعرف واجباته، وتعرف بالمقابل الدولة حقوقها وواجباتها، كذلك السلطة القضائية والسلطة التشريعية والسلطة التنفيذية".دين رئيس الدولة السوريةوأردف مروة بالقول: "نص دستور الـ1950، على أن يكون دين رئيس الدولة السورية "الإسلام"، إنطلاقًا من رمزية الدولة، وهذا موجود حقيقة في بريطانيا وفرنسا والكثير من البلدان، وأعتقد أنّ هذه القضية لن تشكل أيّ إشكال بالنسبة لغير المسلمين في سوريا".واختتم قائلًا: "رئيس الجمهورية السورية سيلتزم بالدستور وبالقوانين الي يقرها المجلس النيابي أو مجلس الشعب، يعني لن يستطيع أن يخرج عن النظام وإذا خرج سيتم محاسبته، سواء هو أو غيره من أعضاء السلطات التنفيذية أو التشريعية أو القضائية، وأؤكد أنّ دين رئيس سوريا لن يشكل أيّ نقطة خلاف بالنسبة لأبناء الشعب السوري، ولا حتى أيّ حساسية بالنسبة للطوائف الأخرى، لأنّ السوريين ليس لديهم أيّ مشكلة أن يكون الرئيس منتميًا إلى الطائفة الكبرى في البلاد".(المشهد)