الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، أثار مجددًا فكرة ضم كندا إلى الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن الكنديين يفضلون أن تصبح بلادهم الولاية الأميركية رقم 51.في منشور على منصة "تروث سوشيال"، برر ترامب دعوته بوجود عجز تجاري مع كندا، وقدم مقترحات تشمل إلغاء التعريفات الجمركية وتقليل الضرائب كحوافز.الجدير بالذكر أن ترامب سبق أن أثار الجدل بمطالبته بضم كل من بنما وغرينلاند، حيث هدد بالسيطرة على قناة بنما بسبب الرسوم المرتفعة، كما عرض شراء غرينلاند من الدنمارك.كندا ولاية أميركية؟ وفي الوقت ذاته، صعّد ترامب من خطابه، مشيرًا في مؤتمر صحفي عقده في منتجعه بفلوريدا إلى إمكانية استخدام "القوة الاقتصادية" لتحقيق هدفه بضم كندا. ورغم أنه لم يستبعد استخدام القوة العسكرية ضد بنما أو غرينلاند، أكد أنه لن يلجأ إلى الخيار العسكري مع كندا، قائلاً: "تحالف كندا والولايات المتحدة سيكون أمرًا رائعًا".من جانبه، رد رئيس الوزراء الكندي المستقيل جاستن ترودو بشكل قاطع على هذه الدعوة، مؤكدًا أن فكرة انضمام كندا إلى الولايات المتحدة "مستحيلة". جاء هذا التصريح بعد أن واصل ترامب الإدلاء بتصريحات ساخرة بشأن كندا، ووصفها بـ"ولاية كندا العظمى" في إطار خطابه المستمر منذ فوزه في الانتخابات وعودته إلى البيت الأبيض.في منشور على منصة "إكس"، صرّح ترودو، الذي أعلن استقالته وسط تراجع شعبيته وخلافات داخل حزبه، قائلاً: "من المستحيل أن تصبح كندا جزءًا من الولايات المتحدة".غضب كندي بناء على ذلك، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج تاون وخبير في الشؤون الأميركية الدكتور إدموند غريب إن تصريحات ترامب أثارت ردود فعل غاضبة داخل كندا، حيث وصفها البعض بأنها "أسلوب بلطجي". ورفضت أونتاريو، إحدى أكبر المقاطعات الكندية، الفكرة بشكل قاطع، مؤكدة أن كندا في وضع أفضل من الولايات المتحدة من حيث التعليم والرعاية الصحية.وأضاف غريب أن تحركات ترامب تعكس مخاوفه من تغير التوازن العالمي، والتغيرات في الأحادية القطبية.وأوضح أن روسيا والصين والهند تتنافس على النفوذ في مناطق مثل القطب الشمالي وغرينلاند التي تحتوي على معادن نادرة. أما قناة بنما، فإن أي خطوة أميركية للسيطرة عليها ستثير غضبًا واسعًا في دول أميركا اللاتينية.دوافع ترامبيرى غريب أن ترامب يحاول إيصال رسالة إلى الأميركيين والخارج بأنه يسعى لتوسيع النفوذ الأميركي، في وقت تتزايد فيه التحديات الدولية. ويعتقد أن هذه التحركات تأتي ضمن إطار محاولة إعادة صياغة دور الولايات المتحدة كقوة عظمى، مشيرًا إلى أن غرينلاند تحديدًا تمثل منطقة إستراتيجية لما تحتويه من موارد طبيعية ومعادن نادرة تحتاج إليها الدول الكبرى.(المشهد)