دعت الولايات المتحدة وفرنسا وعدد من الدول الأوروبية والعربية الخميس، إلى وقف فوريّ لإطلاق النار على طول الحدود بين إسرائيل ولبنان لمدة 21 يومًا، وذلك في بيان مشترك صدر عن البيت الأبيض. وقال الرئيسان الأميركيّ جو بايدن والفرنسيّ إيمانويل ماكرون في بيان مشترك نشره البيت الأبيض في موقعه الرسمي: لقد حان الوقت للتوصل إلى تسوية على الحدود الإسرائيلية- اللبنانية، تضمن السلامة والأمن، وتمكّن المدنيّين من العودة إلى ديارهم. يهدد تبادل إطلاق النار منذ 7 أكتوبر، وخصوصًا خلال الأسبوعين الماضيين، بصراع أوسع نطاقًا، وإلحاق الأذى بالمدنيّين. لذلك عملنا معًا في الأيام الأخيرة على إطلاق دعوة مشتركة لوقف موقت لإطلاق النار، لإعطاء الدبلوماسية فرصة للنجاح وتجنب المزيد من التصعيد عبر الحدود. البيان حظي بتأييد دول غربية وعربية. ندعو إلى موافقة واسعة النطاق ودعم فوريّ من حكومتَي إسرائيل ولبنان.وكان الجيش الإسرائيليّ قد أعلن الأربعاء، أنه يستعدّ لشنّ هجوم بري محتمل على لبنان، حيث واصلت طائراته شن غارات كثيفة ضد أهداف تابعة لـ"حزب الله" المدعوم من إيران، بينما حذّر الرئيس الأميركيّ جو بايدن من خطر انزلاق الوضع إلى "حرب شاملة" في الشرق الأوسط. شفير كارثة شاملةوأعرب رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، عن أمله في أن يؤدي المقترح المشترك من فرنسا والولايات المتحدة بفرض هدنة لمدة 21 يومًا بين إسرائيل و"حزب الله" إلى إنهاء النزاع، محذرًا من إمكانية تحوّل النزاع إلى "حرب إقليمية واسعة".وقال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة الأربعاء، إنّ بلاده تفضّل استخدام القنوات الدبلوماسية لتأمين حدودها الشمالية مع لبنان، لكنها ستستخدم كل الوسائل المتاحة إذا فشلت الدبلوماسية في التوصل إلى اتفاق مع "حزب الله". وقال السفير داني دانون، "إذا فشلت الدبلوماسية في السماح لشعبنا بالعودة إلى ديارهم، فسنستخدم كل الوسائل المتاحة لنا، وفقًا للقانون الدولي". وأضاف، "إذا تمكنّا من تحقيق ذلك من خلال الدبلوماسية، فسيكون ذلك أفضل لإسرائيل، وسيكون أفضل للبنان". وحذّر وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي الأربعاء، من أنّ الشرق الأوسط يقف اليوم "على شفير كارثة شاملة"، مؤكّدًا أنّ الجمهورية الإسلامية ستدعم لبنان "بكل الوسائل"، إذا زادت إسرائيل من شدة هجومها العسكريّ على "حزب الله". وقال عراقجي في الأمم المتحدة، إنّ "المنطقة على شفير كارثة شاملة. إذا لم يتمّ وضع حد لهذه الكارثة، فإنّ العالم سيواجه عواقب كارثية"، مضيفًا أنّ بلاده "ستقف إلى جانب الشعب اللبنانيّ بكل الوسائل".من جانبه، حذّر بايدن مجددًا من أنّ "حربًا شاملة هي أمر محتمل"، وذلك على الرغم من أنّ البنتاغون اعتبر أنّ عملية برية إسرائيلية داخل لبنان لا تبدو "وشيكة". وقال مسؤول أميركيّ رفيع، إنّ واشنطن تُجري "مشاورات مكثفة مع الإسرائيليّين ودول أخرى في محاولة للتوصل الى وقف لإطلاق النار بين اسرائيل وحزب الله" اللبناني. أبواب الجحيم من جهته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأربعاء، عن قلقه إزاء التصعيد في لبنان، بعدما أثارت الضربات الإسرائيلية المكثّفة مخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقًا في الشرق الأوسط. وقال غوتيريش في مستهل جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، إنّ التصعيد الراهن بين إسرائيل و"حزب الله" "يفتح أبواب الجحيم في لبنان"، مشيرًا إلى أنّ "الجهود الدبلوماسية تكثفت للتوصل إلى وقف موقت لإطلاق النار".واستهدف الجيش الإسرائيليّ بضرباته هذا الأسبوع، قيادات لـ"حزب الله" ومئات المواقع في عمق لبنان فرّ منها مئات الآلاف، وفي المقابل أطلق الحزب وابلًا من الصواريخ صوب إسرائيل.وارتفعت حصيلة القتلى من جرّاء الغارات الإسرائيلية الأربعاء على مناطق عدة في لبنان الى 72 قتيلًا، وفق ما أوردت وزارة الصحة، في وقت تستهدف غارات إسرائيلية كثيفة مناطق في شرق البلاد. وأحصت الوزارة في بيانات متلاحقة، مقتل 38 شخصًا في جنوب لبنان، و12 آخرين في البقاع (شرق)، إضافة الى 22 قتيلًا في ضربات على بلدات شمال بيروت وجنوبها، وأصيب قرابة 400 شخص آخرين بجروح. وكانت حصيلة سابقة لوزارة الصحة أفادت بمقتل 51 شخصًا وجرح أكثر من 220 آخرين.(وكالات)