في الوقت الذي أعلنت فيه إسرائيل عن هجوم وشيك على رفح التي لجأ إليها أكثر من مليون فلسطينيّ من قطاع غزة، تزايدت الضغوط الدولية الثلاثاء من أجل التوصل إلى هدنة بين الحكومة الإسرائيلية وحركة "حماس"، تتضمن إطلاق سراح أسرى جدد. والتقى مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز ورئيس الموساد ديفيد برنيع، ورئيس الوزراء القطريّ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في القاهرة، مع مسؤولين مصريّين "لبحث موقف التهدئة في قطاع غزة"، وفق الإعلام المصري. واتسمت المناقشات بـ"أجواء إيجابية"، وفق ما نقلت قناة "القاهرة الإخبارية" عن "مسؤول مصري رفيع المستوى". وأكد المسؤول: "ستستمر المفاوضات خلال الأيام الثلاثة المقبلة"، وفقًا للقناة. ووجّهت عائلات الأسرى المحتجزين في غزة رسالة إلى الوفد الإسرائيليّ قالت فيها، "لا تعودوا إلى أن تتم إعادة الجميع - الأحياء والأموات". والثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيليّ مقتل 3 جنود خلال القتال في قطاع غزة، ليرتفع بذلك عدد قتلاه منذ بدء العملية البرية في 27 أكتوبر إلى 232 جنديًا.وعرض الجيش الإسرائيليّ مساء الثلاثاء، للمرة الأولى مقطع فيديو قال إنه يُظهر رئيس المكتب السياسيّ لحركة "حماس" في قطاع غزة يحيى السنوار داخل نفق في 10 أكتوبر، أي بعد 3 أيام من الهجوم الذي شنته الحركة على جنوب إسرائيل. وقال المتحدث باسم الجيش دانيال هغاري في مداخلة متلفزة، إنّ المشاهد التي تُظهر السنوار، العقل المدبر لهجوم 7 أكتوبر، يسير داخل نفق مع قسم من عائلته، مصدرها كاميرا مراقبة عُثر عليها خلال عملية للقوات الخاصة. وأضاف: "إنها نتيجة مطاردتنا، هذه المطاردة لن تتوقف حتى نعتقله (السنوار) حيًا أو ميّتًا". "يموتون من الجوع"اندلعت الحرب في 7 أكتوبر عقب هجوم غير مسبوق شنّته "حماس" على جنوب إسرائيل، أسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصًا، معظمهم مدنيّون، بحسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس تستند إلى أرقام رسميّة إسرائيليّة. وردّت إسرائيل بحملة قصف مركّز أتبعتها بهجوم برّي واسع في القطاع، ما أسفر عن مقتل 28473 شخصًا في قطاع غزة، غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة "حماس". والاثنين، أعلن الجيش الإسرائيليّ أنه تمكّن من تحرير رهينتَين يحملان الجنسيّتَين الإسرائيلية والأرجنتينية كانا محتجزَين في قطاع غزة، خلال عمليّة ليليّة في رفح. ورافقت العملية الإسرائيلية هذه ضربات أودت بحياة 100 شخص، على ما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة "حماس" التي تتولى السلطة في غزة منذ عام 2007.وفي رفح، بدأ الكثير من الفلسطينيّين بمغادرة الخيم الثلاثاء وجمع أمتعتهم، فيما اتجه آخرون إلى شمال القطاع مع امتعتهم التي تكدّست على أسطح سياراتهم."مجزرة"يصرّ نتانياهو على مواصلة "الضغط العسكريّ حتى تحقيق الانتصار الكامل" على "حماس" وتحرير الأسرى على الرغم من تحذيرات أطلقتها دول كثيرة.وحذّر منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث الثلاثاء، من أنّ العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح، "يمكن أن تؤدي الى مجزرة في غزة"، داعيًا إسرائيل إلى عدم "الاستمرار في تجاهل" نداءات المجتمع الدولي. وتقدّر إسرائيل أنّ نحو 130 أسيرًا ما زالوا محتجزين في غزة، من بينهم 29 يُعتقد أنهم لقوا حتفهم، من بين نحو 250 شخصًا أُسروا في 7 أكتوبر. وسمحت الهدنة التي استمرت أسبوعًا في نوفمبر، بإطلاق سراح 105 أسرى في مقابل 240 معتقلًا فلسطينيًا من السجون الإسرائيلية. وقال نتانياهو الأحد، إنّ إسرائيل ستفتح "ممراً آمنًا" يمكّن السكان من مغادرة رفح، بدون أن يحدد الوجهة. إنّ شنّ عملية واسعة النطاق بدون ضمان سلامة المدنيّين العالقين على الحدود المغلقة مع مصر في أقصى جنوب القطاع، هو أمر تعارضه الولايات المتحدة.وحضّت الصين، إسرائيل الثلاثاء على وقف عمليتها العسكرية في مدينة رفح "في أقرب وقت ممكن"، محذّرة من "كارثة إنسانية" في حال تواصل القتال. كما دعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إسرائيل، لتوفير "ممرات آمنة" للمدنيّين في رفح. وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، أنّ إسرائيل ستقترح إنشاء 15 مخيّمًا يضمّ كلّ منها 25 ألف خيمة في جنوب غرب قطاع غزة، في إطار خطة الإخلاء. (أ ف ب)