شنّ الجيش الإسرائيلي غارات جوية واسعة النطاق على قطاع غزة في وقت مبكر من أمس الثلاثاء، منتهكا اتفاق وقف إطلاق النار الهش الذي تم التوصل إليه مع "حماس" في يناير وهددت بإشعال الصراع من جديد إلى حرب شاملة بعد ما يقرب من شهرين من الراحة النسبية.وأسفر القصف الإسرائيلي المتجدد عن مقتل ما لا يقل عن 420 فلسطينيا منذ فجر الثلاثاء وإصابة أكثر من 500 آخرين، وفقا لوزارة الصحة في غزة، التي قالت إن الجهود جارية لانتشال الأشخاص تحت الأنقاض. ووردت أنباء عن غارات في جميع أنحاء القطاع من خان يونس في الجنوب إلى مدينة غزة في الشمال. واتهمت "حماس" إسرائيل بالتراجع عن اتفاق وقف إطلاق النار لكن لم تُظهر مؤشرات فورية على قيام الحركة المتشددة بالتصدي للضربات الإسرائيلية. وقالت إسرائيل إن استئناف قصفها هو السبيل الوحيد لتأمين الإفراج عن الأسرى المتبقين المحتجزين في غزة بعد أن ألقت باللوم على رفض "حماس" لمقترحات الوساطة في تعطيل مفاوضات وقف إطلاق النار. وأكدت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارولين ليفيت لشون هانيتي من قناة "فوكس نيوز" أن إسرائيل تشاورت مع الولايات المتحدة بشأن الضربات.ماذا حدث لمفاوضات وقف إطلاق النار؟ اتفقت إسرائيل و"حماس" على اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى في منتصف يناير، استمرت المرحلة الأولى منه 42 يوما. ووفقا لهذا الاتفاق، أطلقت الحركة سراح 33 أسيرا إسرائيليا ومزدوج الجنسية، من بينهم أميركيان، في حين أطلقت إسرائيل سراح حوالي 1800 سجين ومعتقل فلسطيني ووافقت على زيادة كمية المساعدات إلى غزة. لكن المرحلة الأولى من الاتفاق انتهت في 1 مارس. وكان من المفترض أن يبدأ الجانبان محادثات لتحديد المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار خلال تلك الفترة، إلى جانب وسطاء أميركيين ومصريين وقطريين، لكنهما لم يفعلا ذلك أبدا. وبينما طرحت إسرائيل مقترحات لتمديد المرحلة الأولية، أرادت "حماس" فتح محادثات للمرحلة الثانية، بحجة أنها بحاجة إلى التزامات طويلة الأجل لإنهاء الأعمال العدائية. وسط ضغوط متزايدة من إدارة ترامب لإسرائيل و"حماس" للموافقة على التمديد، عرضت الحركة الأسبوع الماضي إطلاق سراح إيدان ألكسندر، وهو جندي أميركي إسرائيلي مزدوج الجنسية.ما سبب استئناف إسرائيل للحرب؟ في بيان يوم الثلاثاء، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إنه بدأ غارات جوية لأن "حماس" رفضت مقترحات الوساطة التي قدمتها ورفضت إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المتبقين. ومن بين 251 شخصا تم احتجازهم كأسرى خلال هجوم "حماس" على إسرائيل عام 2023، يعتقد أن 24 شخصا – جميعهم من الرجال البالغين – لا يزالون على قيد الحياة في غزة، بالإضافة إلى جثث 34 أسيرا أكدت إسرائيل مقتلهم. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إن استئناف الهجمات هو السبيل الوحيد لإعادة الأسرى. وأضاف "في الأسبوعين الماضيين، وجدنا أنفسنا في طريق مسدود – بدون إطلاق نار وعدم عودة الأسرى – وهذا شيء لا يمكن لإسرائيل قبوله"، مصرّا على أن إسرائيل بذلت جهودا حقيقية للتفاوض على إطار عمل. وقال: "لو واصلنا الانتظار، لظل الوضع عالقا". وقال مسؤولان إسرائيليان تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما لأنهما غير مخولين بمناقشة الأمر علنا للصحيفة إن ضربات يوم الثلاثاء هي إلى حد كبير تكتيك تفاوضي لإجبار "حماس" على تخفيف مطالبها بعد أسابيع من المحادثات المتوقفة.ووصف أحدهم الخطط العسكرية بأنها "مرحلية" وقال إن الحكومة تنتظر لترى ما إذا كانت الحملة الجوية ستؤثر على المفاوضات قبل أن تتقدم إلى هجمات أشد عنفا. وقال المسؤول: "إذا قرر الطرف الآخر [حماس] العودة إلى طاولة المفاوضات لإجراء محادثات حقيقية، فإن الجيش الإسرائيلي سيتوقف عن ذلك.. لكن في الوقت الحالي، لأن كل شيء آخر فشل، هذه هي الفرصة".فيما أكد المسؤول الآخر أن إسرائيل أعدّت خيارات تشمل تجدد الهجوم البري، اعتمادا على تقدم المفاوضات والتهديد الذي تشكله "حماس".(ترجمات)