33 عامًا قضاها أنور هدام، القيادي السابق بـ"جبهة الإنقاذ" الإسلامية، المحظورة في الجزائر، في منفاه الأميركي، ليعود رسميًا إلى وطنه الأمّ يوم الأحد الفائت، مثيرًا موجةً من ردود الفعل المتناقضة. ولكن من هو أنور هدام، وما يمثّله بالنسبة إلى الجزائر، ولماذا تمّ نفيه كلّ هذه السنوات؟ عائدًا إلى الجزائر من منفاه الأميركي.. من هو أنور هدام؟ فبعد كلّ هذه السنوات في المنفى، من هو أنور هدام الذي عاش لاجئًا في الولايات المتحدة الأميركية منذ يناير من العام 1992؟لقد كان هدام مطلوباً بقضايا تتعلّق بالإرهاب في الجزائر، على خلفية موقعه كقيادي في "جبهة الإنقاذ"، واتهامه بتصريحات تحرّض على المواجهة المسلحة بحق الدولة والجيش. أمّا عودته إلى البلاد فتأتي في سياق تسوية سياسية لإعادة عدد من الناشطين إلى البلاد، بدأت منذ العام 2022. إلاّ أنّ عودة أنور هدام، لم تمرّ مرور الكرام، فقد علت أصوات المعارضين لعودته، وأثار هذا القرار انتقادات واسعة، خصوصًا من قبل المعارضين للإسلاميين، الذين استفزّتهم عودته التي فتحت لديهم "جراح" التسعينات، على حدّ قول عدد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث شهدت تلك الفترة صراعًا عنيفًا وداميًا. وتعليقاً على موجة الانتقادات هذه، نشر هدام، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "رداً على الذين ينشرون الأكاذيب المسمومة، والمغتاظون من أنّ الجزائر على طريق التعافي.. مشوار طويل أمام بلدنا، صعب وشاق، وهو بالطبع يحتاج لمن يُقوي، لا لمن يُضعف الجبهة الداخلية"، شاكرًا من رحّب به.وقد عمد بعض المعارضين إلى نشر مواقف سابقة لهدام، كان أثنى خلالها على دور الجماعات الإسلامية في البلاد واصفًا إياهم، بالمقاومين الساعين إلى الحرية، ومتبنيًا عمليات إرهابية سابقة وقعت في تلك الفترة في الجزائر. وفي النهاية، من هو أنور هدام ومن يمثّل في الجزائر، سيفتح بابًا لعودة ناشطين سياسيين آخرين تابعين لجبهة الإنقاذ إلى البلاد. فهل تشير عودته إلى احتمال طي صفحة الماضي، وتغيير السياسات تجاه الإسلاميين بعد صراعٍ داخلي دامٍ وطويل؟ (المشهد)