شهد ريف حلب الغربي تصعيداً عسكريًّا حادًّا بعد إعلان هيئة تحرير الشام وفصائل معارضة حليفة إطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق ضد قوات الجيش السوري والمليشيات الموالية لإيران، تحت عنوان "ردع العدوان". فماذا يحصل في معركة ريف حلب الغربي؟ هجوم هيئة تحرير الشام ومعركة ريف حلب الغربي تمكّنت هيئة تحرير الشام، بالتعاون مع فصائل، من تحقيق تقدم ميداني في مناطق عدة في ريف حلب الغربي وريف إدلب الشرقي. ووفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، سيطرت المعارضة المسلحة على قرى ومواقع إستراتيجية قرب طريق حلب - دمشق الدولي، في محاولة لقطع الطريق الحيوي. كما سيطر المسلحون على الفوج 46، أحد أكبر المواقع العسكرية التابعة للجيش السوري في المنطقة، واقتربوا من بلدتي نبل والزهراء، المعقلين البارزين لـ"حزب الله" اللبناني. وأكد المرصد أن الاشتباكات خلفت أكثر من 153 قتيلاً من الطرفين، من بينهم 80 من هيئة تحرير الشام و54 من القوات السورية، بالإضافة إلى مقتل 19 من فصائل المعارضة الأخرى. كما أشارت تقارير إلى أسر عناصر من المليشيات الإيرانية واستيلاء الفصائل على أسلحة ثقيلة ومركبات عسكرية. يأتي هذا الهجوم في ظلّ تصعيد الضربات الجوية السورية والروسية خلال الأسابيع الماضية على مناطق المعارضة، ما دفع الفصائل لإطلاق عملية عسكرية استباقية لإحباط أيّ تحركات لقوات الجيش السوري التي تحتشد في المنطقة منذ فترة. ويُعدّ هذا التقدم الأول من نوعه منذ اتفاق وقف إطلاق النار في مارس 2020 بين روسيا وتركيا. وإذا استمرت هيئة تحرير الشام في هذا الزخم العسكري، فقد تُغير موازين السيطرة في شمال غرب سوريا، ما قد يؤدي إلى مرحلة جديدة من الصراع بين الأطراف المتنازعة. وقد تسبّب التصعيد في تفاقم الأزمة الإنسانية، بحيث فرّت مئات العائلات إلى مناطق أكثر أماناً، ما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني في المنطقة التي تعاني أصلاً من أوضاع مأساوية بسبب النزاع المستمر. (المشهد)