منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر، يعاني قطاع غزة أزمة إنسانية غير مسبوقة، فالقصف المكثف الذي تتعرض له المناطق السكنية والمرافق الحيوية، أدى إلى سقوط آلاف الضحايا، وتعطل كامل مقومات الحياة الأساسية. وأعلنت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية أنّ 11 ألف طالب قُتلوا وأصيب أكثر من 17 ألفًا آخرين، فيما تعرضت 500 مدرسة وجامعة للقصف الإسرائيليّ في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر.ضحايا القصف الإسرائيلي على غزةوأعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم الثلاثاء، عن ارتفاع حصيلة قتلى القصف الإسرائيليّ المستمر للقطاع إلى 41252 شخصًا، والمصابين إلى 95497. وقالت الوزارة: الاحتلال الإسرائيليّ يرتكب 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 26 قتيلًا و84 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية. منذ بداية الحرب رصدنا مقتل 1151 من العاملين في القطاع الطبي ودققنا بيانات 986 منهم. عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدنيّ الوصول إليهم. وبالإضافة إلى الخسائر المادية، يعاني الطلاب آثارًا نفسية خطيرة نتيجة الصدمات التي تعرضوا لها، آلاف الأطفال فقدوا أفرادًا من عائلاتهم، أو شهدوا الدمار والقتل في محيطهم المباشر. هؤلاء الطلاب يحتاجون إلى دعم نفسيّ واجتماعيّ لمساعدتهم على تجاوز آثار الحرب، وهو ما يبدو بعيدًا في ظل الظروف الحالية.وتواصل إسرائيل الحرب على قطاع غزة على الرغم من تبني مجلس الأمن الدوليّ قرارين بوقفها فورًا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير إلزامية لتجنب استهداف المدنيّين.فشل الجهود الدبلوماسية العديد من الدول بذلت جهودًا للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، إلا أنّ هذه الجهود لم تحقق نجاحًا حتى الآن. الأطراف المعنية بالصراع تبدو غير مستعدة للتوصل إلى تسوية، ما يترك المدنيّين في غزة في مواجهة مستمرة مع العنف والدمار.البنية التحتية في غزة تعرضت لدمار كبير، حيث طال القصف الطرق، شبكات الكهرباء، والمياه، مما جعل الحياة اليومية أكثر صعوبة. السكان يعانون من نقص في الخدمات الأساسية، بما في ذلك الكهرباء والمياه النظيفة، وحتى إذا توقفت الحرب، سيكون من الصعب إعادة بناء هذه البنية التحتية في وقت قريب، ما يزيد من صعوبة الحياة في القطاع.أما الاقتصاد في غزة، الذي كان يعاني حتى قبل الحرب، شهد انهيارًا شبه كامل، الأعمال توقفت، والأسواق دُمرت، والمصانع التي كانت توفر بعض فرص العمل أصبحت الآن في حالة خراب، والسكان يعتمدون بشكل كبير على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة، في ظل انعدام الفرص الاقتصادية.رغم استمرار التصعيد العسكري، تتزايد الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار، ويرى كثيرون أنّ الحل الدبلوماسيّ هو السبيل الوحيد لإنهاء هذه المأساة، إلا أنّ العقبات على الصعيدين السياسيّ والعسكري، تجعل من الصعب تحقيق هذا الهدف في المدى القريب. (وكالات)