تستمر الحرب في السودان ومعها تستمر معاناة السودانيين الذين فقدوا الآلاف من أحبابهم في هذا الصراع المستمر منذ أكثر من سنة. ورغم كل محاولات الوساطة التي قادتها دول عديدة لم تتوصل أطراف النزاع إلى تسويّة تضع حدا لمأساة السودانيين والتي باتت تعرف بـ"المأساة المنسية".وسبب الحرب في السودان هو الصراع على السلطة وصار يعرف بصراع الجينرالين في إشارة لمن يقود طرفيّ القتال في البلد.سبب الحرب في السودانإن سبب الحرب في السودان والقتال الذي اندلع في العاصمة الخرطوم، وأماكن أخرى من البلاد، كان نتيجة مباشرة لصراع على السلطة داخل القيادة العسكرية للبلاد.وتدور الاشتباكات بين الجيش النظاميّ وقوة شبه عسكرية تسمى "قوات الدعم السريع".ويقع السودان في شمال شرق إفريقيا، وهو من أكبر دول القارة، حيث تبلغ مساحته 1.9 مليون كيلومتر مربع. كما أنّه واحد من أفقر البلدان في العالم. منذ عام 2021، أدار السودان مجلس من الجنرالات، بقيادة الرجلين العسكريين في قلب هذا النزاع:الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس القوات المسلحة.قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي.وبدأ الخلاف بين الرجلين حول الاتجاه الذي تسير نحوه البلاد والتحرك المقترح نحو الحكم المدني.وتتمثل النقاط الشائكة الرئيسية في خطط ضم قوات الدعم السريع التي يبلغ قوامها 100 ألف جندي إلى الجيش، ومن سيقود بعد ذلك القوة الجديدة.لماذا بدأ القتال في السودان؟بدأ إطلاق النار في 15 أبريل بعد أيام من التوتر مع إعادة انتشار أفراد قوات الدعم السريع في جميع أنحاء البلاد في خطوة اعتبرها الجيش بمثابة تهديد.وكان هناك أمل في أن تؤدي المحادثات إلى حل الوضع، لكن ذلك لم يحدث قط.ولا يُعرف من أطلق الطلقة الأولى، لكن القتال تصاعد بسرعة في أجزاء مختلفة من البلاد.وهذا القتال هو أحدث حلقة في نوبات التوتر التي أعقبت الإطاحة بالرئيس عمر البشير الذي حكم البلاد لفترة طويلة، والذي وصل إلى السلطة في انقلاب عام 1989.وكانت هناك احتجاجات ضخمة في الشوارع تطالب بإنهاء حكمه الذي دام قرابة 3 عقود وقام الجيش بانقلاب للتخلص منه.وبعد ذلك تم إنشاء حكومة عسكرية مدنية مشتركة ولكن تمت الإطاحة بها في انقلاب آخر في أكتوبر 2021، عندما تولى برهان السلطة.ومنذ ذلك الحين اشتد التنافس بين الفريق برهان والجنرال دقلو.وتم الاتفاق على اتفاق إطاري لإعادة السلطة إلى أيدي المدنيين في ديسمبر الماضي، لكن المحادثات لوضع اللمسات النهائية على التفاصيل باءت بالفشل.وقال البرهان حينها إنه يدعم فكرة العودة إلى الحكم المدني، لكنه لن يسلم السلطة إلا لحكومة منتخبة. (المشهد)