في مقال نشرته صحيفة "أوسيرفاتوريه رومانو" الفاتيكانية، قال الكاهن الفرنسيسكاني إبراهيم فلتس في أعقاب لقاء جمعه في دمشق مع قائد الإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع، إن هذا الأخير معجب بالبابا فرنسيس ولا يعتبر المسيحيين مجرد أقلية.أضاف فلتس أن الشرع أكد له الدور الهام للمسيحيين في تاريخ سوريا، معبرا له عن احترامه لبابا الفاتيكان ووصفه بـ"رجل السلام الحقيقي".واعتبر الأب فلتس أن الشرع رجل منفتح على الحوار ويعي جيدا مدى معاناة الشعب السوري طيلة سنوات من الصراعات التي أدت بدورها إلى انقسامات بين أطياف الشعب.وأوضح الشرع في اللقاء أنه يعمل على عودة اللاجئين والنازحين وتحقيق الوحدة والاستقرار في سوريا لكن الأمر يحتاج إلى وقت.من جهته، كتب فلتس في ختام مقال الصحيفة الفاتيكانية أن مرحلة جديدة من تاريخ سوريا قد بدأت بعد سقوط الأسد.مصير الأقليات في سورياوالشرع هو زعيم هيئة تحرير الشام التي قادت الإطاحة بالأسد في الثامن من ديسمبر. وتأتي تعليقاته في وقت تحاول فيه الإدارة الجديدة في دمشق طمأنة دول الجوار بأنها تنصلت عن جذورها المرتبطة بجماعات متشددة.وأنهت الحملة العسكرية الخاطفة التي قادتها جماعته حربا أهلية استمرت 13 عاما لكنها أثارت أيضا تساؤلات عدة عن مستقبل البلاد التي تضم طوائف عدة.وبينما رحبت معظم القوى الغربية بنهاية حكم عائلة الأسد في سوريا، لم يتضح بعد ما إذا كانت الجماعة ستفرض حكما متشددا أم ستبدي مرونة وتتحرك نحو الديمقراطية.وقال الشرع إن هيئة تحرير الشام، المعروفة سابقا بجبهة النصرة، ستحل في مؤتمر للحوار الوطني.وعندما سئل عن حل الجماعة، قال الشرع "بالتأكيد، لا يصلح أن تدار الدولة بعقلية الجماعات والفصائل".وكانت الجماعة مرتبطة في السابق بتنظيمي القاعدة و"داعش" المتطرفين، لكنها نأت بنفسها عنهما وسعت لإظهار نفسها في صورة جماعة معتدلة.وتعهدت الجماعة مرارا بحماية الأقليات التي تخشى من فرض الحكام الجدد حكما يطبق تفسيرا متشددا للشريعة الإسلامية، وحذرت من محاولات لبث الفرقة الطائفية.(المشهد)