أثار تصريح الرئيس الأميركيّ السابق دونالد ترامب الجديد، بأنه لن يرفض فقط حماية دولة زميلة في الناتو ضد روسيا، بل إنه سيشجع روسيا على مهاجمة زملائها أعضاء الحلف، أثار قلق القادة على جانبَي المحيط الأطلسي وانتقادات حادة، بحسب تقرير لصحيفة "فورين بوليسي".وقال نائب مساعد وزير الدفاع الأميركيّ السابق لأوروبا وحلف شمال الأطلسي خلال إدارة أوباما جيم تاونسند: "لقد أخذ هذا الأمر إلى مستوى جديد". وأضاف: “هذا يتحدث – بطريقة متعجرفة – عن إلقاء حليف للذئاب".خلال عطلة نهاية الأسبوع، فاجأ ترامب الدول الأوروبية الأعضاء في حلف "الناتو"، الذين لا يوفون بالتزاماتهم المُتعلقة بالإنفاق الدفاعيّ للحلف، بتصريحات بدت وكأنها تدعو روسيا لغزو هذه الدول.وتفاخر المرشح الجمهوري، الأوفر حظًا، والذي يخوض محاولته الثالثة لانتخابات الرئاسة الأميركية ضد الرئيس الحاليّ جو بايدن، أمام حشد من أنصاره في ولاية كارولينا الجنوبية، بأنه عندما كان في منصبه، أخبر عضوًا في الناتو -لم يذكر اسمه- أنه "سيشجع" الكرملين إلى "أن يفعلوا ما يريدون " تجاه دول الناتو "الجانحة".واستكمل ترامب، قائلًا : "لم تدفع؟ هل أنت جانح؟ لا، لن أحميك. في الواقع، أود أن أشجعهم على فعل ما يريدون، عليك أن تدفع. عليك أن تدفع فواتيرك."واعتاد المسؤولون في أوروبا وواشنطن على التصريحات التحريضية للرئيس السابق في التجمعات التي تهدف إلى إثارة غضب مؤيديه. وفي الواقع، فقد حكى ترامب رواية مماثلة لهذه القصة حول محادثته مع عضو في الناتو ،لم يذكر اسمه، أثناء كلمته في فاعلية مؤسسة التراث في فلوريدا في عام 2022. عندما سأله أحد المرافقين للزعيم: "هل هذا يعني أنك لن تحمينا، إذا لم ندفع، لن تحمينا من روسيا؟" وقال ترامب :" هذا بالضبط ما أعنيه"."مروعة وخطيرة"ووصف بايدن التصريحات بأنها "مروّعة وخطيرة" وتشير إلى شخص يعد بالحكم كديكتاتور. وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، إنّ لغة ترامب "تقوّض أمننا". وقال رئيس المجلس الأوروبيّ شارل ميشيل، إنّ التصريحات "تخدم فقط مصلحة [الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين".البعض أخذ الأمر إلى أبعد من ذلك، إذّ قال تييري بريتون، رئيس الأسواق الداخلية في الاتحاد الأوروبي: "الديمقراطية الأميركية مريضة". وقال النائب الأميركيّ آدم شيف: "سيكون ذلك كافيًا لإصابة (الرئيس الأميركيّ السابق رونالد ريغان) بالمرض".تأتي تصريحات ترامب في الوقت الذي خصصت فيه روسيا ثلث ميزانيتها السنوية للدفاع، ويقول مسؤولون أميركيون إنّ هدف موسكو النهائيّ المتمثل في تقويض استقلال أوكرانيا بشكل دائم لم يتغير.تخوّفات أوروبيةومنذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية، حذّر المسؤولون الأوروبيون بشكل دائم، من أنه إذا نجحت روسيا في أوكرانيا، فإن ذلك سيشجع الرئيس الروسيّ على وضع دول أخرى في أوروبا نصب عينيه.وقال رئيس لجنة البرلمان السويدي آرون إميلسون: "إذا لم نتمكن، بالتعاون مع الولايات المتحدة، من إيقاف روسيا في أوكرانيا، فستكون مسألة وقت إذا كانت الحرب ضد حلف شمال الأطلسي بشكل عام، وستكون التكلفة أعلى بكثير".وحذّر كبار المسؤولين العسكريّين في السويد والمملكة المتحدة، مواطنيها من الاستعداد لحرب محتملة مع روسيا.وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الليتواني، زيجيمانتاس بافيلونيس، متحدثًا عن تعليقات ترامب بشأن الناتو خلال عطلة نهاية الأسبوع: "في بعض الأحيان، يفسر الطغاة مثل هذه الكلمات على أنها دعوة للعمل".زيادة الإنفاق الدفاعي للناتولم يكن ترامب أول رئيس أميركيّ يحث الحلفاء على تحقيق أهداف الإنفاق الخاصة بالحلف. وقالت راشيل ريزو، وهي زميلة بارزة غير مقيمة في مركز أوروبا التابع للمجلس الأطلسي، إنّ الرئيسين السابقين باراك أوباما وجورج دبليو بوش، ضغطا على الدول الأعضاء لتعزيز إنفاقها الدفاعي.وقالت ريزو: "ليس سرًا أنّ الأوروبيّين بحاجة إلى أن يأخذوا أمنهم على محمل الجد".وأضافت أنّ الدول الأوروبية زادت من حجم الإنفاق الدفاعيّ على مدى العقد الماضي، تحت ضغط ضم روسيا لشبه جزيرة القرم والمحور الاستراتيجيّ لواشنطن، للتركيز على منطقة المحيطَين الهندي والهادئ.(ترجمات)