يقول مسؤولون ومستشارون غربيون إنّ إيران ترسل أسلحة متطورة بشكل متزايد إلى حلفائها "الحوثيّين" في اليمن، ما يعزّز قدرتهم على مهاجمة السفن التجارية وتعطيل التجارة الدولية، على الرغم من استمرار الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة، بحسب ما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال".ويؤكد المسؤولون أنّ "الحوثيّين"، الذين كانوا موضع سخرية باعتبارهم ميليشيا متناثرة تعمل في مناطق نائية باليمن، برزوا كواحد من أكثر وكلاء إيران قدرة، وذلك بسبب تدفق الأسلحة من طهران وبراعتهم المحلية. وبحسب الصحيفة، زوّدت إيران "الحوثيّين" بمعدات عسكرية متطورة، بما في ذلك أجهزة تشويش للطائرات من دون طيار، وأجزاء من الصواريخ والقذائف بعيدة المدى. كما أرسل الإيرانيون وحلفاؤهم في "حزب الله" اللبنانيّ، مستشارين إلى اليمن لمساعدة "الحوثيّين" في التخطيط لهجماتهم وتنفيذها. وأدت هجمات "الحوثيّين" على السفن التجارية، والتي يقولون إنها تأتي ردًا على الحرب الإسرائيلية على "حماس" في غزة، إلى اتجاه أميركا وبريطانية لتوجيه ضربات مضادة على مدار الأسبوعين الماضيَين.ومع تعرض "الحوثيّين" لضغوط من الضربات الأميركية، يقول المسؤولون الغربيون إنّ التقنيات الجديدة التي حصلوا عليها يمكن أن تزيد من فاعلية هجمات الجماعة على السفن والأراضي الإسرائيلية.السيطرة على أسلحة متطورةوشنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة هذا الأسبوع، هجومًا كبيرًا ثانيًا على 8 مواقع لـ"الحوثيّين"، وقال مسؤولون أميركيون إنّ الضربات دمرت صواريخ وطائرات مسيّرة ومناطق لتخزين الأسلحة. وقال المسؤولون والمستشارون الغربيون إنه في 11 يناير، أي قبل يوم واحد من أولى تلك الضربات الغربية المضادّة، استولت قوات البحرية الأميركية على سفينة محمّلة بأحدث التقنيات العسكرية الإيرانية. وشملت تلك المعدات مجموعات تجميع صاروخ "غدير"، وهو صاروخ إيرانيّ مضادّ للسفن، يصل مداه إلى أكثر من 200 ميل ولم يستخدمه "الحوثيون" من قبل وفوّهات المحرك لصاروخ "طوفان"، وهو صاروخ باليستيّ كشفت عنه المجموعة مؤخرًا، ويمكنه استهداف إسرائيل بشكل أكثر فاعلية.وقبل 3 أيام، صادرت السلطات العُمانية أيضًا أجهزة تشويش على الطائرات المسيّرة، والتي يقول مسؤولون ومستشارون غربيون إنها كانت قادمة من إيران. وأضاف المسؤولون أنّ طهران تستعين بمهرّبين لنقل الأسلحة إلى اليمن من إيران ووسطاء لشراء قطع الغيار عبر شركات واجهة.وبحسب التقرير، يتم التعامل مع "الحوثيّين" من قبل بعض من أبرز الضباط في الحرس الثوريّ الإيراني.ويقول المستشارون والمسؤولون الأمنيون الغربيون، إنّ نقل تقنيات الصواريخ الباليستية والتدريب تشرف عليه الوحدة 340، التي درّبت أفراد "الحوثيّين" في إيران ولبنان، يقودها الرئيس السابق لبرنامج الصواريخ الفضائية الإيرانيّ حامد فاضلي.توفير معلومات استخباراتية في الوقت الفعليوإلى جانب الأسلحة والمعدات، يقول المسؤولون الغربيون إنّ القوات شبه العسكرية الإيرانية توفّر أيضًا معلومات استخباراتية وأسلحة في الوقت الفعلي لـ"الحوثيّين" في اليمن، والتي يستخدمها المتمردون لاستهداف السفن التي تمر عبر البحر الأحمر. وتُصرّ إيران على أنها لا تشارك في عمليات "الحوثيّين" وأنّ تصرفات الجماعة مدفوعة فقط بالغضب من الحرب في غزة. وقال نائب وزير الخارجية الإيرانية علي باقري في ديسمبر الماضي، في إشارة إلى حلفائه في اليمن، وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط: "المقاومة لها أدواتها الخاصة.. وتتصرف وفقًا لقراراتها وقدراتها". لكنّ محلّلين إيرانيّين قالوا إنّ إيران تسمح للوضع بالتصعيد، لأنه يخدم أجندتها المتمثلة في الضغط على إسرائيل والولايات المتحدة من دون خوف من الانتقام المباشر. وقال المسؤول في طهران سعيد جولكار: "الحمض النوويّ العسكريّ الإيرانيّ هو إنكار المسؤولية وإجبار الآخرين على القيام بالعمل القذر". ومن أجل تآكل ترسانة "الحوثيّين"، قامت الولايات المتحدة وحلفاؤها بقصف مواقع إطلاق الصواريخ ومخابئ الأسلحة في اليمن، والقيام بدوريات في المياه لعرقلة تدفّق الأسلحة إلى "الحوثيّين".ويشمل ذلك عملية 11 يناير التي تم فيها الاستيلاء على أحدث أجزاء الصواريخ الإيرانية الصنع التي كانت متجهة إلى المتمردين "الحوثيّين" في اليمن، والتي فقدت فيها جنديّين من القوات البحرية في البحر.ومع ذلك، فإنّ "الحوثيّين" وحلفاءهم الإيرانيّين يتكيّفون مع الضغوط، حيث يقول بهنام بن طالبلو، وهو زميل بارز في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، إنّ الجماعة لديها القدرة الهجومية بعيدة المدى الأكثر فتكًا من أيّ مجموعة وكيلة لإيران، وهي الوحيدة التي تستخدم الصواريخ الباليستية المضادّة للسفن. وأضاف أنّ "إيران لديها ترسانة في الداخل وترسانة في المنفى".(ترجمات)