منذ أسابيع قليلة، قال مستشار كبير للرئيس الصومالي، إنّ الصومال مستعدة لخوض الحرب لمنع إثيوبيا من الاعتراف بإقليم "أرض الصومال" (صوماليلاند) وبناء ميناء هناك. وهزت مذكرة التفاهم التي وقعت في الأول من يناير، والتي تسمح لإثيوبيا غير الساحلية، بتطوير قاعدة بحرية على ساحل أرض الصومال، منطقة القرن الإفريقي، وهي واحدة من أكثر المناطق اضطرابًا في العالم. وتطالب الصومال بأرض الصومال كجزء من أراضيها، وأعلنت بطلان الاتفاق. ودعا رئيس الصومال حسن شيخ محمود، الأحد الماضي، الصوماليّين إلى "الاستعداد للدفاع عن الوطن"، في حين نُظمت مسيرات في العاصمة الصومالية مقديشو، ضد الاتفاق. وقال المستشار في إشارة إلى رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد: "نحن نتبع كل الخيارات الدبلوماسية وأعتقد أنّ إثيوبيا ستعود إلى رشدها، لكننا مستعدون للحرب إذا أراد آبي أحمد الحرب". وخاضت إثيوبيا والصومال صراعًا في عامي 1977 و1978 على منطقة متنازع عليها وما زالت التوترات عميقة بشأنها. ودخلت إثيوبيا الصومال في عام 2006 لطرد الإسلاميّين من مقديشو، ما ساعد على إشعال شرارة تمرد حركة الشباب، واليوم هي واحدة من أكبر المساهمين بقوات في قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقيّ في الصومال.ولكن ما الفرق بين الصومال وصوماليلاند؟ وهل هما بلدان منفصلان اليوم؟الفرق بين الصومال و"صوماليلاند"ودام الاستعمار البريطانيّ لأرض الصومال حتى عام 1960. وعاشت المنطقة استقلالها لمدة 5 أيام قبل أن تُضمّ إلى الصومال، التي كانت مستعمرة إيطالية في السابق.الاتحاد بين الدولتين كان صعبًا جدًا ونهايته كانت بالانفصال عن أرض الصومال في 1991، بعد صراع طويل من ضد الحكم العسكريّ المدعوم من الاتحاد السوفياتي.واليوم، أرض الصومال مستقلة وفق المعطيات الحالية، لديها عملة خاصة وبرلمان وبعثة دبلوماسية. وعانت الصومال لفترة طويلة بسبب تجاوزات "حركة الشباب"، التابعة لتنظيم "القاعدة"، ما جعلها من أخطر المناطق في العالم.وعلى النقيض من ذلك، تمتعت أرض الصومال بالسلام نسبيًا، حتى على الرغم من الاشتباكات الأخيرة التي اندلعت على حدودها الشرقية مع الصومال، وأدت إلى إضعاف صورتها المستقرة. ومع ذلك، لا تزال صوماليلاند غير معترف بها من قبل دول عدة. ولن تعترف بها الحكومات الغربية حتى تعترف بها البلدان الإفريقية، ولكنّ زعماء القارة أحجموا عن الاعتراف بها، في أعقاب سياسة الاتحاد الإفريقي الطويلة الأمد، ضد إعادة رسم الحدود الوطنية الموروثة عن المستعمرين. ومن دون الاعتراف بها، تكافح أرض الصومال لجذب الاستثمارات، كما أنها معزولة عن التمويل الدولي، الذي يتم توجيهه في الغالب عبر مقديشو.وفي احدى المقابلات الصحفية، قال وزير خارجية أرض الصومال عيسى كايد، إنّ صفقة الميناء مع إثيوبيا "سوف تضفي الشرعية على تقرير مصيرنا" ويمكن أن تحرّك اعتراف الدول الأخرى بالإقليم. وقال كايد: "الاعتراف هو ما نناضل من أجله طوال هذا الوقت، وهو أهم شيء يمكننا تقديمه لشعب أرض الصومال".ويبلغ عدد سكان جمهورية أرض الصومال 3.5 ملايين نسمة، معظمهم ينتمون إلى العرق الصومالي. و45% منهم يعيشون في المراكز الحضارية أو المدن، والتي تشمل العاصمة هرجيسا التي يقدّر عدد سكانها بنحو 650 ألف نسمة.(المشهد)