في المنتدى الاقتصاديّ العالميّ في دافوس، أعرب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، عن مخاوف بشأن عدم تعاون إيران مع وكالته، وذكر غروسي يوم الخميس أنّ الوكالة شعرت بأنها محتجزة "كرهينة" وسط نزاعات إيران المستمرة مع الدول الغربية.وأعرب غروسي عن كون "إيران تتعاون بالكاد مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. الوضع محبط للغاية، إنهم يحدون من التعاون بطريقة غير مسبوقة للغاية"، مسلّطًا الضوء على التحديات التي تواجهها المفتشية الدولية في الإشراف على الأنشطة النووية الإيرانية. وشدّد على الحاجة إلى رؤية تتناسب مع أهداف إيران النووية الطموحة.وأشار غروسي إلى أنّ إيران، باعتبارها الدولة الوحيدة غير الحائزة للأسلحة النووية التي تقوم بتخصيب اليورانيوم بمستويات عالية للغاية قريبة من درجة صنع الأسلحة، وجدت أنها مقصّرة في تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وتكافح الوكالة للإشراف على البرنامج النوويّ الإيرانيّ، الذي يستمر في التوسع.إيران تمتلك ما يكفي لصنع رؤوس حربية نووية عدةوفي مقابلة مع وكالة "بلومبيرغ"، تعمّق غروسي في قدرات إيران النووية، وكشف عن تفاصيل مثيرة للقلق، قائلًا "لديهم ما يكفي من الموادّ النووية لصنع عدة رؤوس حربية نووية. هذا لا يعني أنهم يمتلكونها، لكنهم جمعوا الكثير من اليورانيوم، ما يجعل هذا احتمالًا، لقد رأينا أنهم يسرّعون قاعدة التخصيب".وسلط الضوء كذلك على تكديس إيران لليورانيوم لأغراض مدنية ظاهريًا، ولكن مع وجود أدلة محدودة على استخدامه الفعلي. وشدد غروسي على ضرورة إجراء تقييم دقيق للأنشطة التي قد تكون لها آثار مستقبلية، مشيرًا إلى أنشطة التخصيب الإيرانية والبرنامج النوويّ المدني، وإنتاج أجهزة الطرد المركزي، واستخراج اليورانيوم وأنشطة دورة الوقود النوويّ الأخرى.وعلى الرغم من التفاهم الأولي خلال زيارته لإيران، كشف غروسي أنّ الالتزامات التي تم التعهد بها لم تتحقق أبدًا على مدار العام. وقال غروسي: "إنهم لا يوفرون الشفافية اللازمة. لقد كنت في إيران، وكان لدينا بعض التفاهمات، ولكن على مدار العام، لم تتحقق هذه الالتزامات أبدًا، وها نحن هنا".تخصيب اليورانيوموتأتي المخاوف التي أثارها غروسي في أعقاب تقرير صدر في ديسمبر الماضي، يفيد بأنّ إيران قد عكست تباطؤًا دام أشهرًا في تخصيب اليورانيوم، ووصلت إلى مستويات تصل إلى 60%، وهي قريبة من درجة تصنيع الأسلحة. وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنّ إيران زادت إنتاجها من اليورانيوم عالي التخصيب، ما أثار المخاوف على مستوى العالم.وأعربت الولايات المتحدة عن قلقها العميق إزاء تصرفات إيران، خصوصًا في الوقت الذي ينخرط فيه الوكلاء المدعومون من إيران في أنشطة مزعزعة للاستقرار في المنطقة. وسلّط البيت الأبيض الضوء على التصعيد الأخير للصراعات في الشرق الأوسط. وقالت إنّ "التصعيد النوويّ الإيرانيّ يثير القلق أكثر في الوقت الذي يواصل فيه الوكلاء المدعومون من إيران أنشطتهم الخطيرة والمزعزعة للاستقرار في المنطقة، بما في ذلك الهجوم القاتل الأخير بطائرات بدون طيار، ومحاولات أخرى لشن هجمات في العراق وسوريا، وهجمات "الحوثيّين" ضد سفن الشحن التجارية في البحر الأحمر".(ترجمات)