اقتحمت قوة أمنية تابعة للإدارة السورية الجديدة شقة الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني في دمشق يوم الجمعة، وفق ما نقلته وسائل إعلام عراقية وسورية.وورد أن الشقة، الواقعة في حي المزرعة الراقي في وسط دمشق، تم تفتيشها من دون إشعار مسبق. ماذا حصل في شقة الرئيس العراقي؟ وتحدثت تقارير، عن أن وحدة من قوات الأمن العام التابعة لـ"هيئة تحرير الشام" حصلت على مفاتيح الشقة من الحارس وفتشتها ومن ثم أغلقتها من دون تقديم أي تفسير. ونفى مسؤول الشؤون الخارجية في وزارة الإعلام السورية محمد الأسمر، دقة هذه التقارير مؤكدا أنه "لم يقترب أحد من شقة طالباني". في حين تحدّثت تقارير أخرى عن أن السلطات السورية أجرت تفتيشا ليوم واحد في منزل يملكه الرئيس العراقي السابق جلال طالباني في دمشق. وأكدت أنه لم تتم مصادرة المنزل أو الاستيلاء عليه، على الرغم من الشائعات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي. وكثفت السفارة العراقية في دمشق الاتصالات الدبلوماسية واحتجت رسميا على الدخول والتفتيش غير المصرح به. ووفقا لمصادر في السفارة نقلتها وسائل إعلام عراقية، أثيرت المسألة مع الإدارة السورية الجديدة على أمل التوصل إلى حل. وأكد مصدر أن "السفارة تقدمت بشكوى رسمية وحثت السلطات السورية على اتخاذ الإجراءات المناسبة بشأن الحادث". وكشفت صور متداولة للشقة، تحتوي على مساحة مكتبية مليئة بالكتب والتذكارات، بما في ذلك صور لجلال طالباني مع القادة الإقليميين، ولقطات من الفترة التي قضاها كزعيم للبشمركة. وأظهرت صورة أخرى شرفة الشقة في الطابق الرابع المطلة على حي المزرعة، حيث تبلغ مساحة الشقة نحو 150 مترا مربعا.من هو جلال طالباني؟ وُلد جلال طالباني في 12 نوفمبر 1933، بمنطقة السليمانية في العراق.نشأ طالباني في عائلة كردية وكان نشطا سياسيا منذ صغره.واصل تعليمه العالي في مجال القانون والعلوم السياسية.كان جلال طالباني، معروفا بين الأكراد باسم "العم جلال". يعتبر زعيما كرديا بارزا وأول رئيس كردي في العراق خدم فترتين ابتداء من عام 2005. أسس طالباني الاتحاد الوطني الكردستاني في 1 يونيو 1975، بعد انهيار الثورة الكردية وتوقيع اتفاقية الجزائر عام 1975 بين العراق وإيران. بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في عام 2003، أصبح طالباني شخصية رئيسية في الحكومة العراقية الجديدة.انتُخب رئيسًا للعراق في عام 2005، ليصبح أول كردي يتولى هذا المنصب.خدم حتى عام 2014، مركّزًا على المصالحة الوطنية ودمج المصالح الكردية في الإطار السياسي العراقي الأوسع.تميزت فترة رئاسته بمحاولات لتحقيق الاستقرار في العراق بعد أعوام من الصراع والدعوة لحقوق الشعب الكردي.في الأعوام الأخيرة من حياته، واجه جلال طالباني تحديات صحية، بما في ذلك إصابته بسكتة دماغية في عام 2012 التي أثرت على قدرته على أداء واجباته الرئاسية.توفي طالباني في 3 أكتوبر 2017 في ألمانيا.(المشهد)