يرى تقرير لصحيفة "غارديان" أن عملية تفجير اجهزة الاتصال اللاسلكية بين مقاتلي "حزب الله" يعتبر "إذلالا تاما" للحركة اللبنانية، مشيرا إلى أن ما حدث هو ضربة مزدوجة للحزب.
وقال التقرير أن الهجوم أظهر إمكانية اختراق أمنه بسهولة مرتين، وإظهاره عاجزا عن حماية شعبه.
وأضاف "لم تعترف إسرائيل بمسؤوليتها عن الانفجارات، ولكن لا يوجد شك يذكر في المنطقة في أن هذه العملية تحمل بصمات الموساد. أما الأسئلة الأكثر صعوبة فتتعلق بغرضها: هل تمثل هذه الهجمات مفاجأة تكتيكية في حد ذاتها، أم أنها جزء من استراتيجية أوسع نطاقاً، وإلى أين تقود هذه الإستراتيجية؟ هل هي مقدمة لحرب شاملة في لبنان، أم أنها بديل عنها؟".
وأعلن "حزب الله" مقتل 20 من عناصره، فيما أفاد مصدر مقرب منه وكالة فرانس برس الخميس بأنهم قتلوا في تفجيرات أجهزة اتصال لاسلكي نُسبت إلى إسرائيل.
وأوقعت موجة جديدة من تفجيرات أجهزة اتصال تابعة لـ"حزب الله" الأربعاء 20 قتيلا وأكثر من 450 جريحا في مختلف أنحاء البلاد، وفق السلطات.
ويأتي هذا الهجوم غداة هجوم مماثل غير مسبوق نسبه الحزب إلى إسرائيل وأوقع 12 قتيلا ونحو 3 آلاف جريح، بحسب وزارة الصحة اللبنانية، في انفجارات أجهزة "بايجر".
الحرب في الشمال
جاءت هذه الانفجارات في لبنان في وقت تتزايد فيه حدة اللهجة العدائية من جانب ائتلاف رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو. ففي اجتماع عقد في وقت متأخر من ليلة الثلاثاء، وافقت الحكومة الأمنية على توسيع أهداف الحرب المعلنة للبلاد من غزة إلى الشمال، لتشمل هدف تمكين عودة أكثر من 60 ألف إسرائيلي نزحوا بسبب الاشتباكات عبر الحدود مع "حزب الله" منذ هجوم أكتوبر.
وأكد أن المنطق الأمني في إسرائيل هو أن هؤلاء الناس لا يستطيعون العودة إلى ديارهم في مدنهم وقراهم الشمالية بينما لا يزال "حزب الله" متمركزاً في جنوب لبنان، بين الحدود ونهر الليطاني.
ويرى التقرير أن إسرائيل قادرة على تكثيف حملتها الجوية في لبنان إلى حد كبير، ولكن قِلة من المراقبين العسكريين يعتقدون أن التهديد الذي يمثله "حزب الله" وترسانته الهائلة من الصواريخ والقذائف يمكن صده من الجو وحده. والواقع أن شن هجوم بري على معقل "حزب الله" في جنوب لبنان سوف يكون مكلفاً من حيث الخسائر في الأرواح في إسرائيل، وبالتالي فهو محفوف بالمخاطر السياسية.
وأشار إلى أن ما حدث لبنان يقدم لنتانياهو فوائد مذهلة، ويؤكد أنه ينقل المعركة إلى الشمال.
(ترجمات)
