وصلت محادثات وزراء الدول الأعضاء في منظمة التجارة العالمية إلى طريق مسدود الجمعة بعد مناقشات تواصلت خلال الليل، وأسفرت عن تأجيل للجلسة الختامية للمؤتمر الثالث عشر للمنظمة في العاصمة الإماراتية للمرة الخامسة من دون أي اتفاق يلوح في الأفق. وأثارت الجهود التي تقودها الهند لوضع قواعد دائمة تحكم المخزون العام من الاحتياطيات الغذائية اعتراضات من الأعضاء الآخرين في الاجتماع الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية في أبوظبي، وفقاً لمصادر قريبة من المحادثات. وأضافت المصادر التي طلبت عدم كشف هويتها إذ إنها غير مخوّلة بمناقشة المفاوضات الجارية، أن المراوحة تعرّض للخطر مجموعة أوسع من الاتفاقيات المتعلقة بمصايد الأسماك وتمديد الإعفاء من الرسوم الجمركية على التجارة الإلكترونية قبل ساعات فقط من الموعد النهائي. وقال سفير من منظمة التجارة العالمية إن "هناك بالتأكيد دولة واحدة على الأقل تقول إنها لا تستطيع المغادرة دون التوصل إلى اتفاق جوهري بشأن الزراعة". وأضاف السفير الذي تحدث شرط عدم كشف "إنها اللحظة المناسبة لتقرير ما إذا كانت تلك الدولة بالذات ستكون منشأ للإجماع أو مانعاً له". وكان مقرراً أن يختتم المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية في أبوظبي أعماله الخميس. لكنه أُرجئ 5 مرات وسط خلافات بين الأعضاء الـ164 الذين ينبغي عليهم التوصل إلى إجماع لصياغة أي اتفاق، بحسب قواعد المنظمة. وقال المتحدث باسم منظمة التجارة العالمية إسماعيل ديينغ في بيان "يواصل الوزراء المشاركة في مناقشات مكثفة وصعبة بشأن مجموعة من الاتفاقيات لاعتمادها في المؤتمر الوزاري الثالث عشر". وأضاف أنه "من أجل إعطاء المزيد من الوقت للمفاوضات، تم الآن تأجيل الجلسة الختامية الرسمية للمؤتمر الوزاري الثالث عشر". وتتعرض منظمة التجارة العالمية، الهيئة الدولية الوحيدة التي تعنى بقواعد التجارة بين الدول، إلى ضغوط لضمان بعض المكاسب في المؤتمر لإثبات أهميتها.وكان مؤتمر المنظمة الثاني عشر الذي عُقد في جنيف عام 2022، محط ترحيب باعتباره نجاحاً تاريخياً بعد الاتفاقيات بشأن مصايد الأسماك والتزام الأعضاء باستعادة هيئة تسوية النزاعات، التي انتهت صلاحيتها الآن، قبل نهاية العام الحالي. وقالت المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونجو-إيوالا الاثنين إن "التحدي الذي يواجهنا هذا الأسبوع هو إثبات أن المؤتمر الثاني عشر لم يكن معجزة لمرة واحدة".محادثات موسعة ومع اجتياح احتجاجات المزارعين لأوروبا والهند، برزت الاتفاقيات الزراعية كموضوع نقاش على قدر خاص من الحساسية. وتحاول الدول الأعضاء التفاوض بشأن نص يدرج المواضيع التي تستحق المزيد من المناقشة. وتتمثل نقطة الخلاف الرئيسية في مطالبة الهند والدول الأعضاء الأخرى بقواعد دائمة تحكم المخزون العام من الاحتياطيات الغذائية لتحل محل التدابير المؤقتة التي تبنتها منظمة التجارة العالمية. ويشير أحد الاقتراحات المطروحة إلى اتخاذ خطوة في هذا الاتجاه، ولكن لا يزال يتعين تحديد جدول زمني وتفاصيل أخرى. وقبل ساعات من الموعد النهائي، جلس الوزراء لحضور "اجتماع مفتوح حول الزراعة مع النص المعدل"، بحسب ما قال مفوض الزراعة بالاتحاد الأوروبي، يانوش فويتشيكوفسكي على موقع "إكس". وأضاف المفوض أن "الزراعة هي مرة أخرى الموضوع الذي يحدد نجاح المؤتمر الوزاري من فشله. النتائج غير مؤكدة حتى الساعات الأخيرة". وقال مصدر قريب من المناقشات إن التقدم في مجال الزراعة لا يزال متعثراً. (أ ف ب)