أعاد رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميّل في الساعات الأخيرة، اسم حبيب الشرتوني إلى الواجهة في لبنان، على الرغم من أنّ هذا الاسم يعرفه اللبنانيون جيّدًا ولهم اطّلاع على سيرته وما فعله، ولماذا يثير ضجة وجدلًا في الأوساط السياسية هناك، كلما ذُكر، إلّا أنه كان محل متابعة وبحث على نطاق واسع ممن أرادوا أن يعرفوا أكثر من هو حبيب الشرتوني وأين يعيش؟من هو حبيب الشرتوني وأين يعيش؟في كلمة له قبل أيام، وجّه رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميّل انتقادات لاذعة لـ"حزب الله" ولحبيب الشرتوني، وذلك في سياق الردّ على ما سماه"حملات التخوين ضدّه وضدّ حزبه"، وتحدث الجميّل عن الحرب الدائرة في المنطقة وموقف حزبه منها، ورفضه أن يجرّ بلده لها.وكان حديث رئيس الكتائب اللبنانية عن حبيب الشرتوني من أهم العناصر التي تلقفها المعلقون، إذ أثار فضول الكثيرين الذين راحوا يبحثون على مواقع التواصل الاجتماعي أو على محرّكات البحث، لمعرفة كل التفاصيل عنه.وفي التفاصيل، حبيب الشرتوني هو المتّهم الرئيسيّ باغتيال الرئيس اللبنانيّ الأسبق بشير الجميل في عام 1982، وذلك قبل تسلّمه المنصب، واسمه الكامل حبيب طانيوس الشرتوني من مواليد 1958 في قرية شرتون في عاليه، وينتمي إلى الطائفة المارونية، وهي طائفة الجميّل ذاتها. حاز الشرتوني على شهادة تخصّص صناعيّ من غرفة الصناعة والتجارة في فرنسا، قبل أن يعود للعيش مع جدّه في منزله الكائن في الطابق العلويّ لمبنى كتائب الأشرفية. التحق الشرتوني بعد عودته من فرنسا بالحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ في مركزه بمنطقة عاليه، وكان قبل سفره إلى فرنسا قد انتسب رسميًا إلى صفوفه في 1977. بعد سفره إلى فرنسا توطدت علاقاته مع الأحزاب الفلسطينية واللبنانية والأحزاب اليسارية هناك، كما تعرف الشرتوني إلى أحد مسؤولي الحزب الأمنيّين نبيل العلم، الذي سيُقنعه في مرحلة لاحقة باغتيال الرئيس الجميل التي هزّت لبنان.استغل الشرتوني كونه يقطن مبنى حزب الكتائب نفسه الذي يتردد عليه الرئيس بشير الجميل بشكل أسبوعي، وقام بزرع المتفجرات في مبنى الحزب قبل يوم من تنفيذ العملية، وفي اليوم المحدد لها وبعد تأكّده من دخول الجميل إلى مقر الحزب للقاء بعض أعضاء الحزب، قام بعملية التفجير.أُلقي القبض على الشرتوني بعد يومين من عملية الاغتيال، واعترف بارتكابه عملية الاغتيال.أُودِع الشرتوني في سجن رومية حتى عام 1990، العام الذي قامت فيه وحدات من الجيش السوريّ بمحاصرة القصر الجمهوريّ حيث كان يسكن رئيس الحكومة الانتقالية آنذاك الرئيس ميشال عون، لإسقاطه من رئاسة الحكومة، وتمكن في خضمّ تلك الأحداث من الفرار بفضل مساعدة حزبه والنظام السوري.بعد سنوات طويلة من التعطيل، أعاد القضاء اللبنانيّ فتح ملف الشرتوني وفي عام 2017 حُكم عليه بالإعدام غيابيًا.أين يعيش حبيب الشرتوني؟تتضارب الأخبار حول مكان إقامة حبيب الشرتوني، فالبعض يؤكد أنه فرّ إلى سوريا من سجنه وهو مقيم هناك بهوية مزيفة، ويرجح البعض أن يكون سجينًا هناك، في حين يقول آخرون إنه يعيش في لبنان تحت حماية "حزب الله"، بينما تقول رواية ثالثة إنه يتنقّل بين سوريا ولبنان.وخلال كل هذه السنوات لم تنقطع أخبار الشرتوني الذي كان يظهر بين الحين والآخر ليدلي بحوارات صحفية، أو يكتب مقالات عن القضايا السياسية في لبنان والمنطقة.(المشهد)