في تصعيد جديد بمنطقة الشرق الأوسط، التي تُعاني من اضطرابات كبيرة، فرضت الولايات المتحدة الأميركية عقوبات اقتصادية على شركات متعاونة مع جماعة "الحوثي" في اليمن، بالإضافة إلى إعادة تصنيفها كمنظمة إرهابية من جديد.يأتي هذا التصعيد بعد ضربات جوية وجّهتها أميركا وقوات التحالف، وذلك ردًا على استهداف "الحوثيين" للسفن التجارية في البحر الأحمر.وكانت جماعة "الحوثيّ" اليمنية، المدعومة من إيران، قد بدأت سلسلة هجمات على سفن تجارية، كرد فعل للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.ورأى خبراء، في حديث لمنصة "المشهد" أنّ العقوبات الأميركية وكذلك الضربات الجوية التي توجهها إلى "الحوثيين" في اليمن لن تؤثر عليهم بالشكل الذي قد يؤدي إلى وقف هجماتهم على السفن التجارية.وأشار الخبراء إلى أنّ التصعيد الجديد، لن يُنهي هجمات "الحوثيين" بل سيكون له تداعيات على المصالح الأميركية في المنطقة، فضلًا عن استمرار اضطرابات حركة الملاحة في البحر الأحمر."الحوثيون" اعتادوا العقوبات الأميركية في السياق، قال الخبير العسكري اللبنانيّ، العميد ناجي ملاعب، إنّ جماعة "الحوثي" تعتمد في الأساس على توجيهات إيرانية ولا تتحرك بمفردها، لافتًا إلى أنّ "الحوثيين" تعودوا على العقوبات الأميركية.وأوضح ملاعب في حديث لمنصة "المشهد"، أنّ العقوبات السابقة لم تؤثر عليهم كثيرًا، لأن جماعة "الحوثي" تتجه في تجارتها شرقًا نحو إيران والصين.وأشار الخبير العسكري، إلى أنّ الولايات المتحدة كان من مصلحتها رفع العقوبات عن "الحوثيين" تمهيدًا لحل سياسي في اليمن.وكشف الخبير العسكري اللبناني، أنّ العقوبات الأميركية تتمثل في منع توصيل أي تكنولوجيا أو مواد تصنيع تساعد "الحوثيون" في تطوير أسلحتهم سواء من أميركا أو أي دولة أخرى.غير كافية لإنهاء التوًتر ورأى ملاعب، أنّ العقوبات التي فرضتها أميركا والقصف الجوي لمواقع "الحوثيين" لن تكون كافية لإنهاء حالة التوّتر في البحر الأحمر.وأشار إلى أنّ جماعة "الحوثي" اعتادت من حروبها السابقة مع قوات التحالف العربية على تأمين قواتها العسكرية بسبب القصف الجوي وبالتالي لن تتأثر كثيرًا بالقصف الجوي الحالي.أمر آخر يرى ملاعب، أنه يسير في مصلحة الحوثيين وهو حالة التململ في التحالف الدولي الذي أعلنت عنه الولايات المتحدة لصد هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر، خاصةً مع إعلان دول أوروبية وعربية عدم مشاركتها في هذا التحالف.وقال الخبير العسكري اللبناني، إن هجمات "الحوثيين" على السفن التجارية من الممكن أن تتوًقف في حالتين وهما:الحالة الأولى قف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، لأن تحركات جماعة "الحوثي" جاءت كرد فعل على ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة.الحالة الثانية تتعلق بوجود نوع من التفاهمات بين أميركا وإيران في المستقبل وتكون هناك ضمانات لحماية المصالح الإيرانية في المنطقة، وقتها قد تتوّقف الهجمات "الحوثية" لأنهم في النهاية ذراع لإيران في المنطقة وتدعم سياستها وليس العكس.وأشار ملاعب إلى وجود مفاوضات حاليًا لخفض التصعيد بين أميركا وإيران وفي هذه الحالة ستتخلى إيران عن دعم "الحوثيين".المنطقة مُرشحة لمزيد من التصعيدمن جانبه، اتفق أستاذ العلوم السياسية المصريّ، الدكتور إكرام بدر الدين، مع الطرح السابق، لافتًا إلى أنّ الأمور تسير في اتجاه التصعيد المُتبادل بين "الحوثيين" وأميركا.وقال بدر الدين في حديث لـ"المشهد"، إنّ الضربات التي وجهها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، لن يضعف "الحوثيين"، ولكن سيتبعها رد من طرف الجماعة بمشاركة قوى أخرى في المنطقة ضد المصالح والقواعد الأميركية في المنطقة.وتحدّث أستاذ العلوم السياسية المصريّ، عن التأثير الكبير على حركة الملاحة في البحر الأحمر، مُشيرًا إلى أنّ حركة السفن التجارية انخفضت بشكل كبير خوفا من التوتر الجاري في البحر الأحمر الأمر الذي انعكس على انخفاض عدد السفن العابرة لقناة السويس فضلًا عن ارتفاع تكاليف الشحن.وأشار بدر الدين إلى أنّ ما يقوم به "الحوثيون"، أثّر على أحد مرتكزات السياسة الأميركية في الشرق الأوسط وهو تأمين عبور السفن في الممرات والمضايق البحرية.ورأى أستاذ العلوم السياسية المصريّ، أنّ التوتر في حركة الملاحة في البحر الأحمر لن تنتهي إلا بانتهاء أسباب هذا التوتر وهو الحرب الإسرائيلية على غزة.وقال إنّ المنطقة مُعرضة لمزيد من الاضطرابات وكذلك المصالح الأميركية المباشرة وقواعدها العسكرية التي لن تسلم من هجمات "الحوثيين" وحلفائهم، على حد تعبيره.(المشهد)