عبّر مسؤولون في دول غربية عن قلقهم من توسّع رقعة الحرب في الشرق الأوسط، خصوصًا على الجبهة الإسرائيلية- اللبنانية، مع زيادة حدة التوتر بين تل أبيب وجماعة "حزب الله" اللبنانية خلال الأسابيع والأيام الماضية.وعلى الرغم من الجهود الدبلوماسية المُكثفة التي تقوم بها بعض الدول الغربية، وخصوصًا الولايات المتحدة، إلا أنّ مسؤولين أوروبيّين أظهروا قلقًا كبيرًا من اندلاع مواجهة واسعة بين "حزب الله" وإسرائيل، مشيرين إلى أنّ الحرب "باتت قريبة أكثر من أيّ وقت مضى".حرب غزة تتوسعوفي التفاصيل، قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم الاثنين، إنّ الشرق الأوسط على أعتاب امتداد رقعة الصراع إلى لبنان، وذلك بعد أيام قليلة من تهديد جماعة "حزب الله" اللبنانية لقبرص العضو في الاتحاد الأوروبي.وأضاف بوريل للصحفيّين قبل اجتماع وزراء خارجية التكتل في لوكسمبورغ: "يتزايد خطر تأثير هذه الحرب على جنوب لبنان، وامتدادها يومًا بعد يوم. نحن على أعتاب حرب يتسع نطاقها".من جانبه، قال وزير الخارجية اليونانية جورج جيرابيتريتيس، إنّ تهديدات جماعة "حزب الله" اللبنانية ضد قبرص غير مقبولة، وإنّ الاتحاد الأوروبيّ سيقف إلى جانب الدول الأعضاء ضد كل هذه التهديدات.وأضاف للصحفيّين لدى وصوله إلى بروكسل لحضور الاجتماع الشهريّ لوزراء خارجية التكتل، "من غير المقبول على الإطلاق توجيه تهديدات ضد دولة ذات سيادة في الاتحاد الأوروبي".وتابع، "نقف إلى جانب قبرص وسنكون جميعًا معًا في مواجهة جميع أنواع التهديدات العالمية القادمة من المنظمات الإرهابية".بدورها، قالت وزيرة خارجية ألمانيا، أنالينا بيربوك، إنها ستتوجه إلى لبنان، لأنّ الوضع على الحدود مع إسرائيل أكثر من مقلق.تحذير أميركيوكان رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي، قد حذر من أنّ أيّ عملية عسكرية إسرائيلية في لبنان، ربما تدفع إلى ردّ إيرانيّ دفاعًا عن "حزب الله" النافذة هناك، ما من شأنه أن يؤدي إلى حرب أوسع نطاقًا قد تعرض القوات الأميركية في المنطقة للخطر.وقال الجنرال سي كيو براون، إنّ إيران "ستكون أكثر ميلًا لدعم حزب الله" اللبناني، مضيفًا أنّ طهران تدعم مقاتلي حركة "حماس" في غزة، لكنها ستقدم دعمًا أكبر لـ "حزب الله" اللبنانيّ، "خصوصا إذا شعر (الإيرانيون) أنّ "حزب الله" يتعرض لتهديد كبير".تزايد حدة الصراعوهدد مسؤولون إسرائيليون بشن عملية عسكرية في لبنان، إن لم يتم التوصل إلى نهاية تفاوضية لإبعاد "حزب الله" اللبنانيّ عن الحدود.وقبل أيام فقط، قال الجيش الإسرائيليّ إنه أجاز خططًا لشن هجوم في لبنان، حتى في حين تعمل الولايات المتحدة على وضع حدّ لأشهر من الهجمات العابرة للحدود، ومنعها من التصاعد إلى حرب شاملة.وقال رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتانياهو، يوم الأحد، إنه يأمل التوصل إلى حل دبلوماسي، لكنه أوضح أنه سيحل المشكلة "بطريقة مختلفة إن لزم الأمر".وأضاف "يمكننا القتال على جبهات عدة.. مستعدون للقيام بذلك".وحاول المسؤولون الأميركيون التوسط للتوصل إلى حلّ دبلوماسيّ للصراع. ومن المتوقع أن تُطرح هذه القضية هذا الأسبوع، بينما يزور وزير الدفاع الإسرائيليّ يوآف غالانت واشنطن لعقد اجتماعات مع نظيره الأميركيّ لويد أوستن، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن وغيرهما من كبار المسؤولين الأميركيّين.والتقى كبير مستشاري الرئيس الأميركيّ جو بايدن، آموس هوكشتاين، بعض المسؤولين في لبنان وإسرائيل الأسبوع الماضي، في محاولة لتهدئة التوترات.الانتقال إلى الجبهة الشماليةوفي تقرير نشرته شبكة "بلومبرغ" اليوم الاثنين، تتجه إسرائيل إلى تخفيض حدة عملياتها العسكرية في غزة، وذلك استعدادًا للانتقال إلى الجبهة الشمالية بعد تزايد القصف اليوميّ بينها وبين "حزب الله".وقال رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، إنّ إسرائيل ستنهي المرحلة المكثفة من القتال في غزة قريبًا، وتعيد نشر بعض القوات في شمال إسرائيل حيث تصاعد العنف مع "حزب الله".وأضاف، ردًا عن سؤال في مقابلة تلفزيونية مع القناة 14 الإسرائيلية، أنّ إسرائيل ستستخدم الآن المزيد من العمليات المستهدفة ضد "حماس" في غزة، ما إذا كان القتال في مدينة رفح الجنوبية سينتهي في غضون شهر. وأشار نتانياهو إلى أنّ الخطوة التالية للجيش ستكون قيام إسرائيل بإعادة نشر بعض القوات في شمال إسرائيل، حيث تصاعدت التبادلات عبر الحدود مع "حزب الله"، وإعادة السكان المحلّيين الذين تم إجلاؤهم إلى وطنهم. (ترجمات)