لا تزال السدود الوطنية المغربية تسجل انخفاضًا ملحوظًا في مستويات المياه.وفي التفاصيل، فقدت السدود المائية المغربية ما نسبته 0.13% من إجمالي مياهها فقط خلال الأيام الأربعة الأخيرة. ويأتي هذا الانخفاض الملحوظ والمخيف في ظل تواصل أزمة المياه التي تشهدها المغرب منذ سنوات.السدود في المغربوأفاد عدد كبير من المهتمين بالمجال المائي في المغرب، أنه على الرغم من الجهود المبذولة من قبل الحكومة المغربية، والتعليمات الملكية لمواجهة أزمة المياه، فإن الوضع لا يزال يدعو إلى القلق، خصوصًا وأن الوضع الحالي غير مطمئن بسبب تسجيل استمرار السدود الوطنية انخفاض في مستويات المياه.ووفقًا لموقع "هسبريس"، بلغت نسبة حقينة السدود الوطنية فقط 29.14%، أي ما يعادل 4 مليارات و697 مليون متر مكعب، مقابل تسجيل نسبة الملء في الوقت نفسه من السنة الفائتة 29.91%، وذلك بحسب المعطيات الرسمية التي تم نشرها من قبل وزارة التجهيز والماء المغربية حول وضعية السدود الوطنية بتاريخ 23 يوليو.مصدر قلقوفي سياق متصل، كشفت المعطيات نفسها التي اطلعت عليها جريدة هسبريس، أنه في الوقت الذي تواصل فيها السدود الوطنية تسجيل انخفاضا في مستوى المياه، سجل حوض "أم الربيع" خلال الأيام الـ4 الأخيرة، ارتفاعا بسيطا في مستويات المياه بنسبة تقدر بـ0.6%، فقد بلغت نسبة المياه 4.95%، الأمر الذي اعتبره عدد من المهتمين بهذا الملف وبالملف البيئي، مؤشرا إيجابيا على التحسن النسبي في الوضع المائي في هذا الحوض.وفي السياق، أفاد باحث جيولوجي مغربي مهتم بالمجال المائي أن السدود الوطنية تعد من أهم المصادر المائية في المغرب، مشيرا إلى أنها تلعب دورا بارزا وحيويا في تلبية كل الاحتياجات المائية للسكان والأنشطة الاقتصادية.وأكد الباحث أن الانخفاض المتواصل في مستويات المياه في السدود يثير من دون شك قلقا كبيرا بشأن استمرار الأزمة المائية وتداعياتها على مختلف القطاعات في المغرب.وأضاف الباحث في تصريح لـ"هسبريس" أن ارتفاع مستويات المياه في حوض "أم الربيع" يشكل إشارة إيجابية على الرغم من محدودية حجمه مقارنة بباقي الأحواض المائية الوطنية.وأضاف المتحدث: "نأمل أن يساهم هذا الارتفاع حتى لو كان ضئيلا، في تخفيف الضغط على المصادر المائية الأخرى في المنطقة".وبهدف نيل تصريح إدارة رسمية، اتصلت جريدة هسبريس الإلكترونية بمسؤول أحد الأحواض المائية الوطنية في المغرب، والذي طلب عدم ذكر هويته، والذي أكد أن الحكومة أصبحت ملزمة وبشكل عاجل وآني عبر القطاعات المعنية، اتخاذ إجراءات لمواجهة هذه الأزمة وتفادي تكرارها في المستقبل، وضرورة تنفيذ برامج الصيانة والإدارة المستدامة للسدود، وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية ترشيد استهلاك المياه. (المشهد)