أعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء عن إنشاء فرقة جديدة للدفاع عن حدود إسرائيل على الحدود مع الأردن. تتمثل مهمة الفرقة الجديدة، بحسب الجيش الإسرائيلي، في تعزيز الدفاع في المنطقة الحدودية وشارع 90 والمستوطنات، والتصدي للحوادث الإرهابية وتهريب الأسلحة، مع الحفاظ على حدود سلمية وتعزيز التعاون مع الجيش الأردني. وفي تعليقه على إنشاء الفرقة، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي إن "تعزيز الدفاع على طول الحدود بشكل عام، وعلى الحدود الشرقية بشكل خاص، تم تحديده كهدف قبل الحرب" في غزة ولبنان. فيما أكد الجيش الإسرائيلي في بيان أن "هناك حاجة ملحة لإنشاء وحدات إضافية في كل من الخدمة العادية والاحتياطية لتخفيف العبء على أفراد الاحتياط". وتابع البيان "في ضوء ذلك، قرّرنا إنشاء فرقة لتعزيز الدفاع على الحدود الشرقية. هذا القرار ضروري في ضوء التحديات المتوقعة وبما يتماشى مع عمليات بناء قواتنا". توسيع القواعد الأمنية وحول هذا القرار، أكد الخبير الأمني والإستراتيجي الدكتور عمر الرداد أنه لا شك أن تشكيل فرقة عسكرية إسرائيلية على الحدود مع الأردن يرتبط بمزاعم إسرائيلية تصاعدت منذ 7 أكتوبر 2023 حول تهديدات إيرانية قادمة من أراضي المملكة. وأضاف الرداد في حديث مع منصة "المشهد": "تستشهد هذه المزاعم ببعض العمليات التي تم تنفيذها من الأردن من بينها عملية ماهر الجازي ولاحقا العملية التي نفذها عضوان من جماعة الإخوان المسلمين". ومع ذلك، فإن السيطرة الإسرائيلية أمنيا وعسكريا على الأغوار من الجانب الفلسطيني التابع للسلطة الفلسطينية، تشكل أحد ثوابت المفاهيم الأمنية الإسرائيلية، حتى قبل السابع من أكتوبر". وقال إنه ترجمة لمخطط إسرائيل القديم المتجدّد وهو أن السيطرة على الأغوار من الجانب الفلسطيني يأتي تنفيذا لمخططات مرتبطة بوأد مشروع الدولة الفلسطينية، وإنتاج واقع جديد بمرجعية أمنية وعسكرية كما هو الحال بإنشاء وتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية.وأضاف "العقيدة الأمنية الإسرائيلية تشهد تحولات، وتطرح اليوم وعلى نطاق واسع في أوساط عسكرية وأمنية جوهرها أن انسحاب إسرائيل من أي مناطق تسيطر عليها، يتم ملؤها من قبل إيران ووكلائها". وقال: "يستشهدون على ذلك بالانسحاب الإسرائيلي أحادي الجانب من جنوب لبنان، وفيما بعد الانسحاب من غزة".مناكفات بأدوات عسكرية بعد أيام من هجوم 8 سبتمبر على المعبر الحدودي بين الأردن وإسرائيل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو: "في هذه المعركة متعددة الجبهات، نعلم أننا بحاجة إلى تأمين حدودنا الشرقية مع الأردن. إنها حدود سلام. نحن نتعاون مع المملكة الأردنية لضمان بقائها كذلك". ولذلك، اعتبر الخبير العسكري والإستراتيجي الدكتور نضال أبوزيد أن قرار الجيش الإسرائيلي إنشاء فرقة عسكرية على الحدود مع الأردن يأتي في إطار المناكفات السياسية مع المملكة، لكن هذه المرة بأدوات عسكرية. وفي حديثه مع "المشهد"، قال أبوزيد: "يأتي هذا القرار ضمن خطة متكاملة وضعتها رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي حين زار هرتسي هاليفي الحدود الإسرائيلية مع الأردن بعد حادثة معبر الكرامة". وأشار إلى أن القرار الإسرائيلي هو انتهاك واضح لاتفاق السلام الإسرائيلي الفلسطيني حيث يعتبر تجاوزا على الملحق المعني بتنظيم مناطق السيطرة في الضفة الغربية والتي تقع منطقة انتشار الفرقة الجديدة ضمن المنطقة (ج) التي تخضع السيطرة الأمنية والإدارية فيها للسلطة الفلسطينية. ولفت أبوزيد إلى أن ذلك ورد في البيان الرسمي الأردني بأن المملكة لا تقبل بأي تجاوزات على الوضع القائم الذي نصت عليه اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية. وأشار إلى أن هذه الخطة تأتي كمحاولة من إسرائيل لتعزيز المراقبة العسكرية وبناء حواجز جديدة، حيث تقدر تكاليف هذه الخطة بما يتراوح بين 2.5 و4 مليارات دولار. وبين أبوزيد أنه تم تكليف نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أمير برعم بالمسؤولية عن إتمام الخطة وتنفيذها والذي أحد مخرجاتها كان إنشاء الفرقة التي يجري الحديث عنها الآن. وأضاف أن الخطة تتضمن مراحل عدة تبدأ باستخدام وسائل التكنولوجيا لمراقبة الحدود من إيلات جنوباً والحمة السورية بالقرب من طبريا شمالا والبالغ طولها 365 كلم، كما تشمل نشر قوات ردّ فعل سريع لتوفير استجابة سريعة. "الكتيبة الشرقية"الفرقة الجديدة ليست بحجم فرقة عسكرية نظامية بإسناد قياسي، وفق أبوزيد، وإنما أُطلق عليها اسم فرقة كما هو معمول به في بعض وحدات الجيش الإسرائيلي وتحمل اسم "الكتيبة الشرقية" وتتولى مسؤولية مراقبة المنطقة بشكل رئيسي وردّ الفعل السريع. وقال إن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها وضع خطة لتعزيز الحدود مع الأردن، بل سبق أن وضعت 4 خطط شبيهة لم تنفّذ وكانت تتعثر بسبب عدم توفير ميزانية. وأكد أبوزيد أن توقيت إعلان إسرائيل الآن عن إقامة هذه الفرقة، يأتي في سياقات مناكفات اليمين الإسرائيلي الحاكم للأردن، ردّا على موقفه من الانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة. وأشار إلى أن إنشاء الفرقة العسكرية في هذه المنطقة يعتبر تجاوزا واضحا على بنود اتفاق السلام الفلسطيني الإسرائيلي، وأنه إذا تم نشر هذه الفرقة في مناطق الضفة الغربية التي لا تخضع لا إداريا ولا أمنيا لإسرائيل أو تم التوسع في الحجم والتسليح بشكل قد يعتبر أيضا تعدّيا على اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية، والذي تحكم في ملحقها الأمني العلاقة العسكرية وحجم القوى على الحدود مع المملكة.(المشهد - عمّان)