قالت وزارة الخارجية العراقية إنّ بغداد وواشنطن اتفقتا على تشكيل لجنة لبدء محادثات حول مستقبل التحالف العسكريّ الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق، بهدف وضع جدول زمنيّ للانسحاب التدريجيّ للقوات وإنهاء التحالف.وتنشر الولايات المتحدة 2500 عسكريّ في العراق لتقديم المشورة والمساعدة للقوات العراقية لمنع عودة تنظيم "داعش" مجددًا، بعدما سيطر على مساحات شاسعة من العراق وسوريا في 2014 قبل هزيمته لاحقًا. ويوجد أيضًا مئات العسكريّين من دول أخرى أغلبها أوروبية في العراق في إطار التحالف.وتقول الحكومة العراقية إنّ تنظيم "داعش" هُزم وإنّ مهمة التحالف انتهت لكنها حريصة على استكشاف إقامة علاقات ثنائية مع أعضاء التحالف، بما في ذلك تعاون عسكريّ في مجالي التدريب والمعدات.محادثات أميركية - عراقيةومن المقرر أن يجري مسؤولون عسكريون المحادثات لتقييم الاحتياجات العملياتية وفاعلية قوات الأمن العراقية والتهديدات التي تواجهها، والتي سيحدد الجانبان بناءً عليها مدى سرعة إنهاء التحالف تدريجيًا وكيف ستبدو العلاقات الثنائية المستقبلية.كانت رويترز قد ذكرت أمس الأربعاء أنّ الطرفين يستعدان لبدء المحادثات.ويقول مسؤولون أميركيون وعراقيون إنّ من المتوقع أن تستغرق المحادثات أشهرًا عدة، إن لم يكن أكثر، غير أنّ نتيجتها ليست واضحة كما أنّ انسحاب القوات الأميركية ليس وشيكًا.وتخشى واشنطن من أنّ انسحابًا سريعًا قد يترك فراغًا أمنيًا يمكن أن تشغله إيران أو تنظيم "داعش"، الذي يحتفظ بخلايا نائمة في مناطق صحراوية ويواصل شن هجمات محدودة على الرغم من عدم سيطرته على أيّ منطقة.التحالف الدولي في العراقيعود الوجود الأجنبيّ في العراق إلى عام 2003، عندما قادت الولايات المتحدة تحالفًا دوليًا لغزو العراق والإطاحة بنظام صدام حسين، بدعوى تطوير وتخزين أسلحة الدمار الشامل.وانسحبت الولايات المتحدة من العراق، تاركة وراءها عددًا صغيرًا من القوات لحماية سفارتها وتدريب ومساعدة القوات العراقية.وعادت القوات المقاتلة الأجنبية في عام 2014، عندما استولى "داعش" على نحو ثلث البلاد، مع ذوبان قوات الأمن العراقية التي درّبتها الولايات المتحدة.بعد هزيمة تنظيم "داعش" في العراق بحلول نهاية عام 2017، بدأت الولايات المتحدة في خفض عدد قواتها، من نحو 5000 إلى 2500، إلى جانب دول أخرى من التحالف الدولي.تشكل القوات الأميركية أكبر فرقة من القوات الأجنبية المتمركزة في العراق كجزء من التحالف الدولي، الذي تم تشكيله لهزيمة "داعش"، لكنّ التحالف بقي بعد هزيمة "داعش" لمساعدة القوات العراقية في القضاء على الخلايا النائمة ومنع عودة التنظيم.(وكالات)