في الوقت الذي تكثف فيه إسرائيل توغلاتها وانتهاكاتها في الجنوب السوري وسط احتجاجات شعبية رافضة لهكذا تدخلات، يكشف تقرير أميركي عن مساعي تل أبيب لاستمالة الدروز ودفعهم لمعارضة الحكومة الجديدة، فوفقاً لما كشفه موشيه إلعاد العقيد السابق في الجيش الإسرائيلي خلال مناظرة جمعته مع العميد السوري أسعد الزعبي الخبير العسكري والاستراتيجي عبر برنامج المشهد الليلة.
وقال إليعاد "تسعى إسرائيل لحماية حدودها وفق تعبيره، وإقناع القوى العالمية بنظام اتحادي لسوريا مع منطقة حدودية منزوعة السلاح".
وحول الأطماع التوسعية لإسرائيل بصرف النظر عن طبيعة الحكم في سوريا، وعن سر هدوء الجبهة الحدودية بين الجانبين على مدار عقود من حقبة الأسد رغم وجود تهديدات أو ميليشيات إيرانية قبيل سقوط نظام الأسد، وهو ما ينسف الرواية الإسرائيلية حول أي تهديدات محتملة أو مزعومة من القيادة السورية الجديدة المتمثلة بأحمد الشرع، رد موشيه إليعاد على ذلك بأنه هدف إسرائيل يتمثل على حماية حدودها.
وعن سر الاهتمام الإسرائيلي بالدروز في العالم كله وليس فقط في سوريا؛ قال إليعاد إن إسرائيل تلبي أي مساعدة يطلبها الدروز، على الرغم من رفض أهالي السويداء وغيرهم هذه الدعوات، في إشارة إلى التطورات الأخيرة التي حدثت في منطقة جرمانا بريف دمشق، في الوقت الذي يرفض فيه سكان الجنوب السوري أي محاولة لتقسيم البلاد أو فرض أمر واقع على أسس طائفية.
وخلال اللقاء استعرض العميد السوري أسعد الزعبي الخبير العسكري والاستراتيجي اتفاقية الفصل بين سوريا وإسرائيل 1974 التي تحددت بموجبها منطقة عازلة بعمق 25 إلى 30 كيلومترا تم انتهاكها أخيراً، مشيراً إلى أن ذلك سيؤدي إلى نشوء حاضنة مقاومة سورية كبيرة بسبب الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة وتوغلها داخل الأراضي السورية.
ولفت الزعبي إلى أن في الوقت ذاته إلى أن الحكومة السورية منحت تسويات ومراسيم عفو منذ استلامها مقاليد السلطة، فضلاً عن أن ملف الجولان قامت بتنفيذ إجراءاته وفق القانون الدولي.
(المشهد)