نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية تقريرا أكدت فيه أن المنطق الوحشي لـتصرفات إسرائيل في غزة، ناتج عن فشل المجتمع الدولي في تقديم استراتيجية بديلة متماسكة قابلة للتطبيق لهدف إسرائيل المعلن المتمثل في تدمير "حماس" في قطاع غزة.ووفقا للتقرير فإنه منذ بداية الحرب بين إسرائيل و"حماس" حاولت إدارة الرئيس جو بايدن اتباع نهج دقيق، وهو "دعم حرب إسرائيل ضد "حماس" في غزة، مع الضغط على إسرائيل لتخفيف الخسائر الإنسانية الناجمة عن عملياتها وأخذ المظالم السياسية المشروعة للفلسطينيين على محمل الجد".لا استراتيجية بديلةوقال رافائيل س. كوهين، مدير برنامج الاستراتيجية والعقيدة في مشروع القوات الجوية التابع لمؤسسة راند، إنه "إذا كان المجتمع الدولي يريد من إسرائيل أن تغير استراتيجياتها في غزة، فيتعين عليها أن تقدم استراتيجية بديلة قابلة للتطبيق لهدف إسرائيل المعلن، المتمثل في تدمير "حماس" في القطاع، وفي الوقت الحالي، ببساطة لا توجد تلك الاستراتيجية البديلة".وأشار إلى أن هناك منطقا وحشيا لتصرفات إسرائيل في غزة، ومن شأن هذه الحرب أن تشجع التطرف على المدى الطويل بين السكان الفلسطينيين، وتلحق الضرر بعلاقة إسرائيل مع جيرانها العرب، وتلطخ سمعة إسرائيل العالمية بطريقة خطيرة للغاية، ولكن مع ذلك فإن "كل هذه المشاكل طويلة الأمد في كثير من الأحيان، تعيش الدول والسياسة عليها هنا والآن".واستبعد في هذا الإطار، أن تجبر الضغوط والعقوبات الدولية إسرائيل على تقديم تنازلات، حيث "يدرك الإسرائيليون، من القيادة فصاعدا، تمام الإدراك أن بلادهم ولدت من رماد المحرقة، لتكون ملاذا آمنا لليهود بعد آلاف السنين من الاضطهاد".كما استبعد كوهين أن تنجح الضغوط الاقتصادية، مثل فرض عقوبات على المستوطنين أو تقييد المساعدات العسكرية بشكل عام، حيث تتمتع تلك العقوبات بسجل ضعيف في إجبار الدول على التخلي عن مصالح الأمن القومي الأساسية.الحلول الممكنة ولفت الخبير إلى أنه هناك الكثير من الكراهية بشأن حرب إسرائيل في غزة، حيث إنها "حرب دموية ومدمرة قتلت عددا كبيرا جدا من الأبرياء وقلبت حياة عدد كبير جدا من المدنيين رأسا على عقب". وقال: "إنها بكل المقاييس مأساة إنسانية سوف يتردد صداها في جميع أنحاء المنطقة لسنوات مقبلة". ورأى، إذا لم يكن المجتمع الدولي "يكتفي بالاستعراض" ويأمل حقا في حل المأساة الجارية في غزة، فيتعين عليه أن يبدأ بتقديم الحلول الممكنة التي تعالج المظالم الفلسطينية والمخاوف الأمنية الإسرائيلية.وختم بالقول: "في النهاية، إذا كان منتقدو بايدن من اليسار السياسي يريدون حربا مختلفة، فعليهم تقديم استراتيجية بديلة وإخضاع تلك الاستراتيجية لنفس النوع من الدقة التحليلية التي تدربها على الجهد العسكري الإسرائيلي الحالي. وإذا لم يكن الأمر كذلك، فإن المنطق الوحشي للحرب الحالية سيبقى قائمًا، وستستمر المأساة المستمرة". (ترجمات)