بالتوازي مع الهجوم البرّي والبحري والجوي الذي يشنّه الجيش الإسرائيلي على قطّاع غزة، فإن حربا من نوع آخر تجري في الإعلام تتصدّرها الخرائط والتصريحات حول سيطرة تل أبيب على مناطق في غزة وسط نفي "حماس" لتلك الأخبار.فما هي خريطة السيطرة الإسرائيلية في غزة؟ قصفت القوات الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين في وسط قطاع غزة، في إشارة واضحة إلى عزم تل أبيب على توسيع هجومها البري باتجاه منطقة ثالثة في القطاع المحاصر. وعاش سكان وسط غزة، ليلة من القصف والغارات الجوية التي هزّت مخيمات النصيرات والمغازي والبريج، للنازحين الفلسطينيين بعد عام 1948 وأحفادهم. وتأتي الخطوة الإسرائيلية لتوسيع نطاق الحرب متماشية مع تصريحات القادة الإسرائيليين حول نيّتهم بمواصلة العملية العسكرية في غزة إلى حين القضاء على "حماس" وفق ما تعهّدته إسرائيل. تخوض القوات الإسرائيلية قتالاً عنيفاً في المناطق السكنية في شمال غزة ومدينة خان يونس الجنوبية على مدى نحو شهرين، ما دفع الفلسطينيين نحو مساحات أصغر ضمن القطّاع المحاصر بحثاً عن ملجأ من القصف دون نجاح مساعيهم حتى الآن. وعلى الرغم من الضغوط الدولية من أجل وقف إطلاق النار والدعوات الأميركية للحد من الخسائر في صفوف المدنيين، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يواصل التأكيد على أن "الحرب ضد حماس ستكون طويلة"، في واحدة من أكثر الحملات العسكرية تدميراً في التاريخ الحديث، حيث أدت إلى مقتل قرابة 21 ألف فلسطيني حتى الآن، ثلثاهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة "حماس" في غزة. إسرائيل أعلنت سيطرتها على شمال غزة يوم السبت الماضي، أعلنت إسرائيل أنها حققت سيطرة عملياتية شبه كاملة على شمال غزة وتستعد لتوسيع هجوم بري ضد نشطاء "حماس" في مناطق أخرى، لكن سكان جباليا أكّدوا استمرار القصف الجوي والمدفعي على المدينة التي تقع شمال مدينة غزة بنحو 4 كم ما ينفي السيطرة الإسرائيلية التامة عليها. ووصف يفتاح رون تال، القائد السابق للقوات البرية الإسرائيلية، ساحة المعركة في غزة بأنها "الأكثر تعقيداً وتحصيناً" في العالم، وتتطلب مشاة ودبابات ومدفعية وفرق مهندسين. وقال روم نال لراديو الجيش الإسرائيلي "أعتقد أن ما يحدث الآن هو نتاج معركة صعبة في منطقة سكنية كثيفة وفي هذا النوع من المعارك للأسف هناك خسائر كثيرة". ويخضع قطّاع غزة لسيطرة "حماس" منذ عام 2007، ويعتبر من أكثر المناطق حول العالم كثافة بالسكّان بطول 41 كم وعرض 10 كم.خان يونس في مرمى النيران الإسرائيلية أيضاً وفي الجنوب، يركّز الجيش الإسرائيلي عمليّاته على خان يونس - وهي أكبر مدن جنوب القطّاع – ما دفع عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى الفرار إلى منطقة رفح الجنوبية على الحدود المصرية. وشنّت إسرائيل مئات الغارات الجوية في كافة أنحاء غزة، استخدمت خلالها أكثر من 10 آلاف قنبلة وصاروخ، مما تسبب في أضرار جسيمة للمباني والبنية التحتية، ويقول مسؤولون في غزة إن أكثر من 50% من الوحدات السكنية في القطاع قد دمّرت، أو أصبحت غير صالحة للسكن. ومن بين 100 ألف مبنى متضرر في جميع أنحاء القطاع، نال شمال غزة ومدينة غزة النصيب الأكبر من الدمار، حيث يُعتقد أن أكثر من 60% من المباني في المنطقتين الشماليتين قد تضررت، فيما بلغت نسبة الدمار في مباني خان يونس نحو 30%. (المشهد)