بعد اقتراب الحرب الإسرائيلية الطاحنة على قطاع غزة من نهاية شهرها الثالث، تستعد القوات الإسرائيلية للانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب خلال الأسابيع المقبلة، وتعني الانتقال إلى اغتيالات وعمليات عسكرية محددة، وتشييد منطقة عسكرية عازلة داخل قطاع غزة، حيث شهدت المرحلة الأولى التركيز على غارات جوية وبرية وبحرية مكثّفة، فيما تضمنت المرحلة الثانية اجتياحًا برّيا موسعًا بالدبابات.بالتزامن مع ذلك، قرّر الجيش الإسرائيليّ سحب لواء غولاني من غزة، بعد مرور 70 يومًا من القتال المستمر في غزة تكبّد خلالها خسائر كبيرة، وأشارت مصادر عسكرية إسرائيلية إلى أنّ انسحاب هذا اللواء لإعادة تنظيم صفوفه والتقاط أنفاسه، وزيارة الجنود أهاليهم لبضعة أيام، كما وتلا ذلك، إخراج قوات المظلّيين والمدرعات من قطاع غزة. المرحلة الثالثة من حرب غزةوأشارت هيئة البثّ الإسرائيلية إلى أنّ الجيش الإسرائيليّ، يستعد للانتقال إلى "المرحلة الثالثة" من الحرب على قطاع غزة خلال الأسابيع المقبلة، وفقًا للإنجازات العملياتية، وتتضمن: إنهاء المناورات البرية، وتخفيض القوات، وتسريح القوات الاحتياطية.اللجوء إلى الغارات الجوية، وإقامة منطقة عازلة على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة.تقليص عدد القوات وتشكيل منطقة عازلة والاستمرار في هجمات مركزة في غزة.ولفتت مصادر إسرائيلية إلى أنّ الجيش يستعد لتسريح آلاف جنود الاحتياط قريبًا، وزعمت تلك المصادر بأنّ الجيش الإسرائيليّ سيطر على معظم منطقة شمال قطاع غزة، فيما يواجه صعوبات كبيرة بالمضيّ قدُمًا في منطقة جنوب القطاع.خطط المرحلة الثالثة وحول المرحلة الثالثة من الحرب الإسرائيلية على غزة، يشير المحلل العسكريّ رون بن يشاي في حديث خاص مع منصة "المشهد"، بأنّ "إسرائيل ستنتقل قريبًا إلى مرحلة جديدة من الحرب على قطاع غزة، وفيها ستركز على العمليات البرية المحددة، أطلق عليها اسم العمليات الجراحية، وتشمل إنشاء منطقة عازلة داخل قطاع غزة، بينما شرع الجيش الإسرائيليّ في تنفيذ الانتشار للمرحلة للثالثة، كما سيتمّ تسريح عدد من جنود الاحتياط، وفقًا لمتطلبات المرحلة". ويضيف بن يشاي قائلًا:من المتوقع أن ينتقل الجيش الإسرائيليّ فعليًا إلى هذه المرحلة في يناير المقبل.استعد الجيش الإسرائيليّ لهذه المرحلة المهمّة والحاسمة، من خلال التوغل في مناطق مثل أحياء الدرج وحيّ الشيخ رضوان، والانسحاب من مناطق أخرى أحياء النصر والزيتون، بينما يواصل عمليّته البرية العسكرية في مدينة خان يونس.تمكن الجيش الإسرائيلي في إطار حملته البرية ونشاطاته الميدانية، من قتل عشرات المسلحين في شمال ووسط وجنوب غزة.دمر الجيش أيضًا مبانيَ استُخدمت كمواقع عسكرية لـ"حماس"، واكتشف مخازن أسلحة ومعدات قتالية.انحسار الحرب من جانبه، يوضح المحلل السياسيّ أشرف عكة أنّ الجيش الإسرائيليّ "مازال يبحث عن الانتقال إلى مرحلة البحث عن إنجاز عسكري، في ظل عدم تحقيقها بالقضاء على "حماس"، واستعصاء الميدان وشدّته وضراوة القتال في غزة، فما زالت الصواريخ تصل إلى تل أبيب، وبالتالي فإنّ إسرائيل باتت تبحث عن خطة بديلة لمواجهة الضغوط الداخلية من المجتمع الإسرائيلي، والضغوط الدولية من قبل الرأي العامّ العالمي، عبر القتال نحو العمليات الموسعة بجغرافيا محددة، وهذا يعني الانتقال للمرحلة الثالثة من الحرب التي أعلنت عنها إسرائيل مؤخرًا". ويتابع عكة في حديث لـ"المشهد"، قائلًا: "انتقال القوات الإسرائيلية إلى المرحلة الثالثة من حربها على قطاع غزة، ما هو إلا مؤشّر إلى الدفع الإسرائيليّ نحو بدء انحسار الحرب والتي شارفت على نهاية الشهر الثالث من عمرها، فتلك القوات تدرك تمامًا بأنّ الأهداف التي وضعتها لتحقيقها في الحرب على غزة، تحتاج إلى أشهر طويلة، والتي تتأثر بعامل المعركة الميدانية، والتطورات الدولية، ناهيك عن الخسائر التي مُنيت بها خلال حملتها البرية داخل قطاع غزة". استمرار الحربالمختص بالشؤون الإسرائيلية نهاد أبو غوش يشير في تصريح لمنصة "المشهد"، إلى أنّ القوات الإسرائيلية ذاهبة باتجاه التموضع والإنتقال للمرحلة الثالثة من الحرب على غزة، بالنسبة لنتانياهو استمرار الحرب هو استمرار لحكومته وائتلافه، هذا ما يسعى ويطمح إليه من أجل البقاء فترة أطول بالحكم". ويتابع أبوغوش قائلًا: "المنطقة العازلة التي تعتزم إسرائيل إقامتها وهي من ضمن الإجراءات العسكرية الإسرائيلية في هذه المرحلة، ستكون بعمق قد يصل إلى كيلومترين على طول غلاف غزة، مع تموضع القوات الإسرائيلية فيها، مع أسلحتها العسكرية والحربية، وهذا يتيح لقيام تلك القوات بهجمات عسكرية داخل قطاع غزة، والردّ على الصواريخ التي تطلق من غزة إلى الداخل الإسرائيلي".ويضيف أبو غوش بأنه "من المرجح أن تلجأ إسرائيل إلى الحزام العسكريّ بالتزامن مع تنفيذها لمخطط المنطقة العازلة، كونها فشلت برّيًا في تحقيق أهدافها التي شنّت لأجلها الحرب على غزة، وأوقعت دمارًا بشريًا وركامًا هائلًا ولم تحققها حتى اللحظة".(المشهد)