عنونت صحيفة هآرتس الإسرائيلية بافتتاحيتها بمقال رأي تساءل عن "إمكانية إنهاء علاقة يهود فرنسا بنتانياهو" إذا بقيت إسرائيل تحتضن اليمين المتطرف في أوروبا، حيث يشير الكاتب سباستيان ليفي في مقالة الرأي، إلى أنه حان الوقت للمؤسسات اليهودية الفرنسية للتحرك وإدانة حكومة إسرائيل علنًا، بسبب تقربها من اليمين المتطرف في فرنسا.وأضاف ليفي أن مؤتمر معاداة السامية الإسرائيلي الذي دُعيت إليه أحزاب اليمين المتطرف حمل اسماً ساخراً وأصبح محكوماً عليه بالفشل، بعد موجة إلغاءات من جانب الحاضرين مؤخراً، واصفا المؤتمر بحد ذاته بالـ"مُحرج "، وتوقع في الوقت ذاته أن يُسفر عن نتيجة إيجابية واحدة ربما -وفق تعبيره- وهي كسر علاقة يهود فرنسا "الغرامية" برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.استطلاعات حول يهود فرنساوعلى الرغم من وجود استطلاعات رأي قليلة حول اليهود الفرنسيين ومواقفهم تجاه نتانياهو، إلا أنهم أكثر تقليدية دينيًا من نظرائهم الأميركيين لا بل لديهم صلة أقوى بإسرائيل. ووفقًا لاستطلاع أجرته اللجنة اليهودية الأميركية، فإن 57% من اليهود الفرنسيين ينظرون إلى الإسرائيليين على أنهم أبناء عمومتهم المجازيون مقابل 28% من اليهود الأميركيين، وأفاد الاستطلاع أن ربع اليهود الفرنسيين يمتلكون منزلا في إسرائيل.ويضيف الكاتب في صحيفة هآرتس أن نتانياهو الذي يُفترض أنه مُلم بالشؤون الأميركية، نجح مؤخراً في نبذ العديد من القادة اليهود الأميركيين على الرغم من إتقانه للغة الإنجليزية وسنواته الطويلة التي قضاها في الولايات المتحدة. في غضون ذلك بقيت فرنسا تحتضن ثاني أكبر جالية يهودية في العالم، مُعجبة تماماً برئيس الوزراء الإسرائيلي. الفارق الذي أحدثه برنارد هنري ليفيالمثقفون اليهود الفرنسيون مثل برنارد هنري ليفي أو آلان فينكيلكروت الذين يدعمون الحل السياسي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي وينتقدون المستوطنات، حتى هؤلاء امتنعوا حتى الآن عن انتقاد الحكومة الإسرائيلية في نظامها الديمقراطي. وفي الأسبوع الماضي، اتخذ برنارد هنري ليفي موقفًا أخيرًا ألغى فيه حضوره مؤتمر الحكومة حول معاداة السامية، وتراجع عن إلقاء خطابه الرئيسي بسبب دعوة رئيس حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف في فرنسا جوردان بارديلا، ومن المقرر أيضاً أن تحضر ماريون ماريشال، العضو المنتخبة في البرلمان الأوروبي عن حزب الاسترداد -التي استقالت من الحزب لاحقًا- المؤتمر في القدس.تشكيك في محرقة الهولوكوست ووفقا للصحيفة يُعد كلا الزعيمين من بين الورثة السياسيين لجان ماري لوبان (ماريشال حفيدته) معادٍ للسامية بشكل مُعلن، حيث أُدين مرات عدة بالعنصرية والتحريض على الكراهية العنصرية؛ كما كان منكِرا للهولوكوست بعدما شكك في وجود غرف الغاز. وقد بذلت مارين لوبان (ابنة جان ماري) جهداً كبيراً لإقناع الناخبين بأن حزب التجمع الوطني قد تخلى عن ماضيه المعادي للسامية؛ وبالفعل لا ينبغي اعتباره حزبًا معاديًا للسامية بعد الآن.وتضيف الصحيفة بأن ليفي ناضل باستمرار ضد اليمين المتطرف في فرنسا، ما ينبغي اعتبار تجاهله علامة فارقة في العلاقة بين يهود فرنسا وإسرائيل، التي قد تُشير إلى تحول في مسار الأمور، خصوصا وأن ليفي يتمتع بمصداقية لدى يهود فرنسا، وله سجل حافل في التعبئة ضد معاداة السامية والتضامن مع إسرائيل، ويتجلى ذلك في كتابه الأخير "إسرائيل وحدها" الذي كتبه في أعقاب أحداث 7 أكتوبر.(ترجمات)