كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن اعترافات جنود إسرائيليين بتنافسهم في قتل المدنيين الفلسطينيين وتصنيفهم كـ"إرهابيين"، حتى أن أحد الضباط أقر بإرسال صور 200 قتيل، منهم 10 من "حماس" فقط. كما أفاد الجنود بأن المباني المستهدفة في غزة تبقى على قائمة الأهداف رغم قصفها، مما يعرض المدنيين لخطر مستمر."منطقة كارثة"وقال الكاتب في صحيفة هآرتس عودة بشارات لقناة "المشهد": "هناك جمهور واسع في إسرائيل يريد أن يعرف ماذا يجري في غزة، خصوصًا أن أفرادًا من هذا الجمهور لهم أبناء موجودون في هذا القطاع الذي يعتبره العالم منطقة كارثة، والمسبب لهذه الكارثة هم الجنود الإسرائيليون، لذلك هم يريدون أن يعرفوا ماذا يجري مع أبنائهم هناك، حتى أن هناك أصواتًا ديمقراطية داخل إسرائيل ترى أن ما يجري في غزة عمليات إجرامية ضد الإنسانية".حرية مطلقةوتابع قائلًا: "القيادات الإسرائيلية تحاول أن تبعد نفسها عن ما يجري هناك وكأنها لا تعرف شيئًا، ولكن الجميع يعرف أن هناك حرية مطلقة أعطيت للجنود الإسرائيليين في أن يفعلوا كل ما يودون فعله، وهناك قيادات رفيعة على مستوى القيادة وهي مسؤولة في شمال قطاع غزة ووسطه، وحتى في باقي المناطق، وهي تتيح للجنود أن يفعلوا ممارسات منافية للإنسانية".وأضاف: "وبالحديث عن التسابق في قتل الفلسطينيين من قبل الجنود الإسرائيليين، الأمر الذي تناوله تقرير صحيفة هآرتس، يعتبر الجنود أن أي مواطن فلسطيني هو تابع لحماس، بالتالي يعتبرونه عدوًا وينبغي قتله حسب تعبيرهم، والـ200 فلسطيني الذين تم القضاء عليهم والذين اتهموا بأنهم من حماس، تم جمعهم وفحص جثثهم ليتبين أن 10 فقط منهم بحسب سجلات الجيش الإسرائيلي هم من حركة حماس، والـ190 ليسوا تابعين للحركة".وتابع "هناك المئات وحتى الآلاف من الجنود والضباط الذين يرجعون من غزة وهم في حالة صدمة مما رأوه ومما فعله أصدقاؤهم، وهذا يعني أن ما يقوم به الجيش الإسرائيلي في القطاع هو عملية بطش مرعبة وعملية تجويع مروعة، وهي أشياء تثير كل إنسان لديه ذرة من الضمير والإنسانية".واستطرد قائلًا: "هناك شباب إسرائيليون يرجعون من قطاع غزة سالمون من الناحية الجسدية، لكن أهلهم لا يتمكنون من التعرف عليهم، بسبب الصدمة التي عاشوها وبسبب كمية القتل والجثث التي شاهدوها، وأيضًا بسبب مشاهدتهم للكلاب التي تنهش في جثث الفلسطينيين".وختم قائلًا: "هناك صحف جريئة مثل صحيفة هآرتس، قررت الحكومة الإسرائيلية مقاطعتها خلال الفترة الماضية، حيث لم تعد تنشر فيها إعلانات رسمية وما إلى ذلك، بسبب تصريحات محررها وصاحبها الجريئة".(المشهد)