في ظل الحرب المستمرة منذ أكثر من 7 أشهر على قطاع غزّة، دعت إدارة بايدن الدول العربية إلى المشاركة في إرسال قوات حفظ سلام إلى غزّة بمجرد انتهاء الحرب، على أمل إعادة الأمن إلى القطاع، إلى حين إنشاء جهاز أمنيّ فلسطينيّ موثوق به.وفي الوقت الذي تناقش فيه الولايات المتحدة هذه الخطط مع الدول العربية، فإن الرئيس جو بايدن غير مستعد لنشر قوات أميركيّة في غزّة. وقال مصدر غربي: "أكدت الدول العربية أنّ قوات حفظ السلام ينبغي أن تكون بقيادة الولايات المتحدة، لذا تحاول هذه الأخيرة العمل على كيفيّة قيادتها من دون وجود قوات أميركية على الأرض". وأضاف: "أجرت ثلاث دول عربية مناقشات أولية في هذا السياق، لكن شرطها هو أن تعترف الولايات المتحدة بالدولة الفلسطينيّة أولًا"، بحسب صحيفة "فايننشال تايمز".وقد أعربت دول عربية عن رفضها نشر قواتها خشية من مخاطر الانجرار إلى تمرّد في القطاع الذي تسيطر عليه "حماس" منذ عام 2007، لكنهم أصبحوا أكثر انفتاحًا على فكرة وجود قوات دوليّة لحفظ الأمن في غزّة، في الوقت الذي تكافح فيه دول غربية وعربية، للتوصل إلى قرار وقف الحرب في غزّة.وقالت مصادر مطلعة على المناقشات، إنّ واشنطن تحاول بناء قوة من أجل الاستقرار، لكنّ السياسة الأميركيّة حازمة جدًا في هذا الصدد، مؤكدة أنه لن تكون هناك قوات أميركيّة على الأرض. وأضاف المصدر "قد تكون هناك طرق أخرى للوصول إلى غزّة، وأيّ جهد سيُبذل، ينبغي أن يكون بقيادة أميركية، وأنّ الطريق طويل لنرى قوة استقرار عربية في غزّة".عدم ثقة بالجانب الإسرائيليوفي هذا السياق، أكد المصدر أنّ قرار إسرائيل ليس واضحًا بعد، حيث تشعر الولايات المتّحدة وحلفاؤها بالإحباط بسبب عدم ثقتهم بنوايا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، بشأن الصراع الدائر في غزّة، وبشأن المدة التي يخطط لها لإبقاء قواته في القطاع المدمر، والشخصية التي ستقبلها حكومته اليمينيّة المتطرفة كمسؤول إداري، وأيضًا المدة التي سيستمر فيها الهجوم الإسرائيلي على القطاع. من جهته، قال وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن لبرنامج "فيس ذا نيشن" على قناة "سي بي إس" يوم الأحد الماضي، إنّ واشنطن "تعمل منذ أسابيع عديدة على وضع خطط موثوقة للأمن والحكم، وإعادة البناء مع الدول العربية وحلفاء آخرين". وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إنّ "واشنطن أجرت محادثات مع شركاء في المنطقة حول مصير غزّة بعد انتهاء الصراع، وإنّ العديد منهم يتشاركون الاستعداد للعب دور بنّاء، عندما تسمح الظروف بذلك". وقال المتحدث: "ستكون هناك حاجة مستمرة للعديد من الدول، للتقدم لدعم جهود الحكم والأمن والجهود الإنسانية في غزّة، ولن نستبق هذه المناقشات الدبلوماسيّة". وقد أصرّ نتانياهو على أنّ إسرائيل ستحافظ على الأمن العام للقطاع، ورفض بشدة أن تلعب السلطة الفلسطينيّة المدعومة من الغرب والعرب، أيّ دور في إدارة القطاع.وقد عبّر بعض المسؤولين الإسرائيليين مثل وزير الدفاع يوآف غالانت، عن دعمهم لفكرة وجود دوليّ في غزّة بعد الحرب، لكنّ عدم وضوح الموقف الإسرائيليّ، أدى إلى تفاقم حالة عدم اليقين بشأن أيّ تخطيط لما بعد الحرب.(ترجمات)