في تصعيد للأوضاع في جنوب سوريا، توغل الجيش الإسرائيلي في بلدة المعلقة بريف القنيطرة، حيث اقتحم منازل الأهالي وفرض عمليات تفتيش واسعة، رغم وصول وفد من الأمم المتحدة إلى مبنى المحافظة لتفقده بعد انسحاب القوات الإسرائيلية منه. تفتيش المنازل بحسب بيان رسمي من إدارة العمليات العسكرية، نفذت القوات الإسرائيلية مداهمات وتفتيشًا دقيقًا للمنازل في بلدة المعلقة، في تحدٍّ واضح للوجود الأممي في المنطقة. وسائل الإعلام السورية أفادت بأن الوفد الأممي وصل بالفعل إلى مبنى محافظة القنيطرة، الذي كانت القوات الإسرائيلية قد سيطرت عليه لمدة 40 يومًا قبل انسحابها الأخير. لم تكن السيطرة الإسرائيلية على هذه المنشآت مجرد وجود عابر، إذ كشفت المصادر عن حرق الجيش الإسرائيلي لمبنى المحافظة، بالإضافة إلى تجريف الأراضي في المناطق التي توغل فيها، ما يطرح تساؤلات حول الأهداف الإسرائيلية طويلة الأمد في المنطقة. لم يكن هذا التوغل الأول من نوعه، ففي بداية يناير 2025، شوهدت آليات عسكرية إسرائيلية، ترافقها جرافات ضخمة، تتقدم نحو بلدة المعلقة، فيما دخلت وحدات من قوات الدرعيات الإسرائيلية إلى المناطق الغربية من بلدة الرفيد في ريف القنيطرة، في خطوة أثارت حينها مخاوف من عملية عسكرية موسعة. في ظل هذا التصعيد، أدلى وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بتصريحات من منطقة جبل الشيخ، أكد فيها أن إسرائيل لن تغادر "المنطقة الأمنية" في جنوب سوريا في أي وقت قريب، مشددا على أن "تل أبيب لن تسمح بأي تهديد من الأراضي السورية". يأتي هذا التحرك العسكري الإسرائيلي في وقت تتزايد فيه التوترات الإقليمية، حيث تسعى تل أبيب إلى تعزيز سيطرتها على المناطق الحدودية، ومنع ما تعتبره "تموضعًا لقوات معادية" بالقرب من حدودها. (وكالات)