تضاربت الأنباء حول اتفاق بين دمشق و"قسد" لدمج الفصائل المسلحة ضمن الجيش السوري. بينما أكد قائد في "قسد" حصول الاتفاق، لم يصدر بيان رسمي يؤكده.
وأفادت "قسد" في بيان بأنّ الاجتماع مع دمشق أكد حرصه على إنجاح الحوار بينهما وضرورة إيجاد حل للجزئيات والقضايا التي يتم النقاش عليها مثل دمج المؤسسات العسكرية والإدارية وعودة المهجرين قسرًا إلى مدنهم، وحل كل الأمور الخلافية الأخرى عبر الحوار والتوصل إلى آلية تنفيذ مناسبة.
الجيش السوري الجديد
وذكرت "قسد" أنه تقرر بالاجتماع البدء بعقد سلسلة من اللقاءات المحلية في جميع مدن شمال وشرق سوريا، وكذلك مع ممثلي ونخب فئات المجتمع، بهدف تحقيق المشاركة الفعالة والشاملة لجميع المكونات في العملية السياسية.
في حديث مع الزميلة آسيا هشام على قناة "المشهد"، تحدث الناطق باسم قوات الشمال الديمقراطي التابعة لــ"قسد" محمود حبيب، عن الوضع الراهن في شمال شرق سوريا والدور الذي تلعبه قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأكد حبيب أنّ الإدارة السياسية والعسكرية في شرق سوريا جاهزة للجلوس إلى طاولة الحوار لإيجاد حل شامل للوضع السوري.
حول حلّ "قسد"
وأوضح حبيب أن الدعوات لحلّ قوات سوريا الديمقراطية تشكل خطرًا كبيرًا على الداخل السوري، قائلًا:
- إذا أردنا حلّ قسد الآن، فهذا أمر خطير جدًا.
- تقوم "قسد" بمهام أساسية في ضبط الأمن في شمال شرق سوريا، خصوصًا في محاربة تنظيم "داعش".
- إذا تخلينا عن هذه المهام، فإنّ "داعش" ستعود من جديد، وهذه حقيقة لا يمكن تجاهلها.
وأشار إلى أنّ قوات "قسد" تمكنت منذ بداية العام من خوض أكثر من 75 مواجهة ضد خلايا "داعش"، ما يؤكد استمرار الخطر الذي يشكله التنظيم. وأضاف: "مخيمات "داعش" في المنطقة تمثل قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أيّ لحظة".
وأكد حبيب أنّ هناك اتفاقًا مبدئيًا يقضي بأن تصبح "قسد" جزءًا من الجيش السوري بدلًا من حلّها، مشيرًا إلى أنّ تحقيق هذا الاندماج يحتاج إلى إرادة سياسية من حكومة دمشق، التي تتعرض بدورها لضغوط إقليمية ودولية، خصوصًا من تركيا.
وقال: "قدمنا المبادرة وعلى حكومة دمشق أن تلتقطها. الجيش السوري الآن يحتاج إلى قسد، وحلّها لن يكون حلًا".
وأوضح أنّ حكومة دمشق لم تطالب بحل "قسد" أو تسليم أسلحتها، بل هناك تفاهم على الوضع القائم مع الحاجة إلى تنفيذ خطط واضحة على الأرض وقوننة سلاح "قسد" ليصبح جزءًا من منظومة الدفاع الوطني.
دعوة للحوار والمؤتمر الوطني
وعن إمكانية مشاركة "قسد" في المؤتمر الوطني الذي دعت إليه دمشق، أجاب حبيب بأنّ لجنة الحوار الوطنية تتحمل مسؤولياتها في التواصل مع جميع أبناء سوريا، مشيرًا إلى أهمية أن تصل اللجنة التحضيرية إلى مناطق شرق الفرات لتستمع إلى آراء الشعب هناك.
المقاتلون الأجانب
وتحدث حبيب عن ملف المقاتلين الأجانب في "قسد"، موضحًا أنّ هؤلاء المقاتلين جاؤوا في فترات حرجة، خصوصًا قبل سقوط كوباني، من دول مختلفة لدعم الدفاع ضد "داعش"، ومن بينهم عناصر من حزب العمال الكردستاني والبشمركة.
وأضاف: "الكثير من المقاتلين الأجانب عادوا إلى بلدانهم بعد انتهاء مهامهم. وما تبقى منهم الآن هم قلة قليلة تواصل الدفاع عن المنطقة ضد خطر داعش".
(المشهد)