قالت مجلة "ذي إيكونوميست" في تقرير لها إن الأزمة في مستشفى الشفاء في شمال غزة هي مأساة في حد ذاتها ونموذج مصغر للمقايضات المروعة التي خلقتها الفظائع التي ارتكبتها "حماس" والغزو الإسرائيلي لغزة. ويعتقد بعض منتقدي إسرائيل أن أي نشاط عسكري بالقرب من المستشفى أو داخله يعد جريمة حرب لأنه قد يقتل مدنيين. وفي الواقع، يبدو من المرجح أن "حماس" قد استخدمت المستشفى كمنشأة عسكرية، لذا "حماس" هي من حولته إلى هدف عسكري مشروع. ومن حيث القانون الدولي والأخلاق والمصلحة الذاتية، يتعين على إسرائيل أن تفعل المزيد لحماية المدنيين، وحتى مع سيطرة إسرائيل بشكل فعال على شمال غزة، فإن الأزمة الإنسانية الخطيرة بالفعل على وشك الانفجار في الجنوب حيث يتعرض أكثر من مليوني شخص للخطر مع اقتراب فصل الشتاء، بحسب "ذي إيكونوميست".تحول مستشفى الشفاء لثكنة عسكريةلنبدأ بالمستشفى، وهو عبارة عن مجموعة من المباني القريبة من وسط مدينة غزة، ويحتمي حوالي 1500 شخص في أراضي المستشفى، بما في ذلك الأطفال الرضع والمرضى المصابين بأمراض خطيرة، وبسبب ندرة الوقود والإمدادات، فإن الظروف مزرية، لقد فقدت العديد من الأرواح البريئة.وقد يؤدي القتال إلى مقتل المزيد من المدنيين إذا لم يتمكنوا من الحصول على العلاج أو تعرضوا لإطلاق النار.إن استخدام المستشفى كقاعدة عسكرية، يشكل جريمة حرب، إذ تنص قوانين الحرب على أنه بمجرد استخدام المستشفى كمنشأة عسكرية، فإنه قد يفقد حمايته الخاصة. ومع ذلك، يجب على أي قوة مهاجمة أن تتخذ درجة عالية من الحذر، على سبيل المثال، عن طريق إعطاء إشعار مناسب للإخلاء والتأكد من إمكانية الإخلاء. وينطبق هذا الدرس المتمثل في تطبيق نص القانون، وتجاوزه، على الحملة الإسرائيلية على نطاق أوسع، إن توفير الأمن لإسرائيل وتوفير مستقبل أفضل لسكان غزة لن يتحقق في ظل حكم "حماس"، وفقا لمجلة "ذي إيكونوميست".وبحسب "ذي إيكونوميست"، في الجنوب، يواجه أكثر من مليوني شخص ظروفاً مروعة، ولكي تكون الحملة الإسرائيلية مشروعة، بل وحتى ناجحة جزئياً، فلابد من اجتياز اختبارين آخرين، يحتاج المدنيون إلى شبكة أمان، ولابد من استئناف عملية السلام. (ترجمات)