تصدّر الرئيس الأميركيّ جو بايدن ومن دون أيّ منازع، المشهد العالميّ خلال سنة 2023، وليس لأنه رئيس الولايات المتحدة فحسب، بل لأنه وفي كل حدث محلّي أو إقليميّ أو عالمي، يتعرّض لموقف يجتاح مواقع التواصل الاجتماعيّ لأيام، ويترك الناس في حيرة وتساؤل حول ما يجري معه، وحول ما إذا كانت صحته العقلية وعمره المتقدّم الذي بات يؤثر على تصرفاته، يسمحان له بالترشح لولاية رئاسية جديدة.بداية وقبل الدخول في تفاصيل هفوات وزلّات الرئيس الأميركي، لا بد من التطرق إلى المرات العديدة التي سقط فيها بايدن أرضًا بعد تعثّره أو فقدانه التوازن. في الأول من يونيو، سقط الرئيس الأميركيّ جو بايدن بعد إلقاء خطاب أمام خريجي أكاديمية القوات الجوية الأميركية لعام 2023. وظهر بايدن وهو يفقد توازنه فجأة، ليسقط على فخذه الأيمن قبل أن يرفع نفسه بيده اليمنى. وقام مسؤول في أكاديمية القوات الجوية و2 من عملاء الخدمة السرية بإمساك ذراعَي بايدن لمساعدته على الوقوف على قدميه.وفي مايو خلال زيارته اليابان، تعثّر بايدن أثناء نزوله الدرج لينضمّ إلى زعماء مجموعة السبع.وفي سبتمبر، تعثّر الرئيس وهو ينزل على سلّم طائرته التي حطت في ميشيغان.وفي وقت سابق هذا العام وفي ختام زيارة له إلى بولندا، تعثّر الرئيس الأميركيّ وهو يصعد سلّم الطائرة.بالانتقال إلى هفوات وزلات الرئيس الكثيرة، لا بد من التطرق بداية إلى الأحدث فيها وهو كلام الرئيس عن حرب إسرائيل و"حماس" التي انطلقت شرارتها في 7 أكتوبر 2023، ولكن بالنسبة لبايدن، فهي بدأت منذ 65 سنة.هذا وشغل جو بايدن منذ نحو الـ3 أشهر مواقع التواصل الاجتماعي، بجملة قالها وأشعلت موجة ضحك بين الصحفيّين والموجودين خلال مؤتمر صحفي رسميّ له في العاصمة الفيتنامية هانوي. وفي التفاصيل، أنهى الرئيس الأميركي مؤتمره بالتطرق إلى رغبته في الذهاب إلى النوم، فقال: "لا أعلم ماذا عنكم، لكنني سأذهب إلى الفراش".وفي خطاب له في ولاية ساوث كارولينا، ارتكب الرئيس الأميركيّ جو بايدن هفوة، حيث انتشر مقطع فيديو له وهو يركل المنصة لمرات عدة ويدير ظهره للحاضرين، ثم يقول للجمهور إنه يركل المنصة فحسب.ومرة أخرى، سقط الرئيس الأميركيّ في هفوة جديدة، وذلك أثناء حديثه عن الحرب الروسية-الأوكرانية مع عدد من الصحفيّين أمام البيت الأبيض. وقال بايدن إنّ نظيره الروسيّ أصبح منبوذًا من جميع دول العالم، مضيفًا أنه من الصعب تحديد مدى تأثير الأحداث الأخيرة، والمتعلقة بتمرُّد رئيس مجموعة "فاغنر" العسكرية الخاصة، في إضعاف الرئيس الروسي. وبالخطأ، قال بايدن خلال كلمته، إنّ الرئيس الروسيّ يخسر الحرب في "العراق"، ليخلط بين الحربين في أوكرانيا والعراق.وفي أحد خطاباته، تعثّر الرئيس وهو يعطي مثلًا عن حجز بطاقة لحفل غنائي، ولم يعرف أن يسمي المغنية التي أراد أن يذكرها إن كانت تايلور سويفت أو بريتني سبيرز، فخلط الأسماء مع بعضها البعض.وشهدت في سبتمبر منصات التواصل الاجتماعي الأميركية حالة من السخرية والجدل عقب موقفين محرجين تعرّض لهما الرئيس الأميركيّ أثناء مؤتمر صحفيّ جمعه ونظيره البرازيلي لولا دا سيلفا، وذلك على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة. ففي مشهد لفت الأنظار، توجه الرئيس البرازيليّ نحو بايدن لمصافحته قبل مغادرة المنصة، لكن سبقه الأخير بالمغادرة من دون مصافحته، وبدت على الرئيس البرازيليّ علامات الانزعاج قبل أن يغادر هو الآخر.كذلك، بدا بايدن وكأنه لا يسمع الرئيس البرازيليّ وهو يتكلّم ولا حتى المترجم الذي سأله ما إذا كان يسمع الحديث.وإلى جانب زلاته التي لا تنتهي، خصّ الرئيس الأميركي نظيره الصيني ببعض المواقف خلال هذا العام.ففي مرة من المرات، لم يتردد الرئيس بايدن بنعت الرئيس الصيني شي جين بينغ بالديكتاتور وبعد لقاء جمعهما، لم يتردد بايدن في تكرار الكلمة التي وصف بها الرئيس الصيني.وفي موقف مفاجئ آخر، وخلال اجتماع قادة العالم على هامش قمة APEC، غادر الرئيس الأميركيّ مقعده متوجهًا بسرعة إلى مكان جلوس الرئيس الصينيّ ليسلّم عليه، ليتفاجأ الأخير بالموقف وكأنّ بايدن نسي أنه استقبل نظيره الصينيّ لدى وصوله لحضور القمة.وبحسب بيانات البيت الأبيض، فإنّ الرئيس يعاني من وقت لآخر مشاكل صحية متفرقة، وهو يستخدم جهازًا خاصًا بالتنفس يسمح بحصوله على قدر أكبر من النوم.ويبقى السؤال هنا عما إذا كانت الشيخوخة تؤثر على أدائه الجسديّ والعقلي، وتؤثّر على قدرته على التركيز والحركة والعمل، فهل يمكنه الترشح لولاية ثانية لقيادة الولايات المتحدة؟(المشهد)